جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

قراءة في قصيدة ( حقائب من خيبات )

للشاعرة السورية : سماح الضاهر_سوريا

بقلم / مجدي جعفر_مصر

¶|مؤتمر "ملتقى النقد الأدبي العالمي"¶|

  _ اليوم الثاني (٢٢يناير٢٠٢٣م)

     -------------------------------

سماح الضاهر :  كاتبة وشاعرة سورية من النازحين إلى ألمانيا، اكتوت بنيران الغربة، ويؤرقها الحنين إلى الوطن، وقد عرفت شعوبنا العربية وخاصة لبنان وسوريا ومصر الهجرات المبكرة، وتنامت هذه الهجرات في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد ثورات الربيع العربي، فنزحت الملايين إلى دول الغرب ودول المشرق، وتنوعت هجرة الشباب العربي، من يهاجر بحثا عن العلم، ومن يهاجر بحثا عن لقمة العيش بعد أن ضاقت فرص العمل في بلاده، ومن يهاجر خوفا على حياته لأنه ينادي بوطن حر ومن ... ومن .... وقد قيض الله من الموهوبين من هؤلاء المهاجرين والنازحين، من يعبر عنهم، ويكون لسان حالهم في الغربة، يعبر عن همومهم وأفراحهم، تطلعاتهم وانكساراتهم، وأصبح الحنين إلى الوطن من الأغراض الشعرية للشعراء الذين اكتووا بنيران الغربة، وهي إضافة مهمة للقصيدة العربية.

ترى ماذا كانت تحمله الكاتبة والشاعرة السورية سماح الضاهر وقت نزوحها عن الوطن؟.

 .. كانت تحمل حقائب من خيبات!!.

ولأن الخيبات ليست سورية فقط، ولكنها تمتد إلى كل الدول العربية تقريبا، فهي خيبات عامة وتجتاح ربوع وطننا العربي، وكل مواطني هذه الدول يحملون هذه الخيبات، لذلك آثرت الشاعرة أن تعبر عن كل مواطن عربي، واستهل قصيدته بقوله ( أنا العربي )، وكلنا هذا العربي.

(انا العربي وعتمُ الظلمِ يُغدقني

ووحشُ القهر يباغتُ كل خطواتي  )

وهنا تنظير وتأطير لحالة المواطن العربي الذي يعاني :

1 – الظلم.

2 – القهر.

فالظلم ساد وبلغ مداه، ويغطي بعتمته كل جوانب الحياة، والقهر توحش وصار وحشا ينقض على المواطن، يكبل خطواته، ويقيده.

وهذا المواطن العربي المحاصر بالظلم والقهر، أُستلب منه حتى الحلم، وما أقسى على الإنسان أن يُستلب منه الحلم :

( أنا المنفيُ عن حلمي وعن وطني )

والمواطن العربي الذي يعاني الظلم والقهر والنفي عن الحلم والوطن، يصبح الزمن لديه مشوشا، فحاضره تعس، وماضيه نكد وضنين، ومستقبله مظلم، فانظر إلى الشاعرة وهي تستدعي الثلاث أزمنة :

( أنا المزروعُ بين الماضي والآتي

لا الماضي شتاؤه يروي رجاءاتي

ولا الحاضر ربيعهُ يزهرُ في أمنياتي )

 فالمطلوب من المواطن العربي ألا يحلم في وطنه وألا يحب حتى لا تطاله يد الغدر، فقد تم اجهاض حلم الشاعر الذي يحلم بوطن حر وينادي بالحب، فعليه أن يرضى بالعيش ذليلا في وطنه!

( ما ذنبي أنا أن أعيش غريبا في بلدي 

وأبقى ذليلا لمن اغتصبوا عمري وأحلامي  )

وتشير الشاعرة هنا إلى قسوة الغربة الداخلية، التي يعيشها الإنسان داخل وطنه.

ورغم كل هذا لا تفقد الشاعرة حبها لوطنها، وتنهي قصيدتها بهذه الأبيات الرائعة :

( أنا الآن أعترفُ والنسيان يُعاندني 

بأنني ما زلتُ أقترفُ حبكَ رغمَ كل آلامي

فعد إليَّ يا وطناً كان يغمرني

و ابعد عني كل  جراحاتي .)

وبإذن الله سيعود هذا الوطن قريبا، وسيضمد جراح كل من نزح عنه ظلما وقهرا وغدرا، والمجد لسوريا ولكل المبدعين المحبين والعاشقين لتراب هذا الوطن.





***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *