جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبملتقى النقد الأدبي العالمينقد

قراءة فى مجموعة"عتبات الظما للأديب : محمد جابر الحديدى رؤية نقدية : حامد حبيب

 

قراءة فى مجموعة"عتبات الظما

للأديب : محمد جابر الحديدى_مصر

رؤية نقدية : حامد حبيب_مصر

¶| مؤتمر"ملتقى النقد الأدبي العالمي"¶|

  _اليوم الخامس(٢٥ يناير ٢٠٢٣م)

   


  ---------------------------------

 القصة القصيرة اختزالٌ لعوالم  مختلفة ،  والواقعية منها اختزالٌ لواقعٍ بكل صُوره وحكاياته،كما تستطيع أن تقول  فى  سطورٍ  أوصفحاتٍ  قليلة  مايأتى  فى روايةٍ طويلة ، أوجزءٍ كبير فى مُجلَّد تاريخى.....هى

سريعة  التفاعل  مع  القارئ  ،  لما  تحمله من  تكثيفٍ يقترب من السمات الشعرية فى رونقٍ أُسلوبها الأخّاذ

وتركيزها الموضوعى والشعورى.

_هى نوعٌ  أدبى  يعكس  مالدى  الشعوب من معاناة ،

كما   تعكس   مرآتها   عاداتهم   وتقاليدهم   واسلوب تفكيرهم . قد  نستطيع  التعرّف  على  تلك  الشعوب

من  خلالها  بشكل  أوضح  وصادق عمّا تاتى به كُتُب

التاريخُ  فى  بلادهم  ،  فالتاريخ  قد   تتداخلُ   فيه عواملَ تُخرجه عن مصداقيته ، مثل التحيُّز المذهبى

او الانتماءات الحزبية أوغيره، لكن القصة هى  نبض

الشعوب، كما أن التاريخَ ذاته لايخلو من الحديث عن

آداب  تلك  الشعوب ، بل  إنه  يعتمدُ  عليه  كثيرٌ  من المؤرخين  كمصدر   معرفى  لما   كانت  عليه أحوال وظروف تلك الشعوب فى حقبةٍ ما ، إذ  يُعوَّلُ عليها

بجانب الرواية والشعر والكتابات المسرحية.

_إذن نحن أمام  قيمة تاريخية يجلّ شأنها ، ولها فى

حياةِ الشعوب مكانة عالية.

_والكاتب (مُحمّد جابر الحديدى)  يقدّم   لنا   إحدى مجموعاته  القصصية  بعنوان :"عتبات الظمأ" ، وهو

عنوانٌ يوحى بدايةّ بالتشاومية ، واننا امام مستقبلٍ

لايبشّر بخير، وليست تلك التشاؤمية تعنى بالضرورة

الاستسلام لما عليه  الحال ،  إنما  يحملُ  فى  باطنه استنهاض للتغيير، فهو من انواع التعبئة  التى تؤدى

للثورة  والانفجار .. واظن  إنّ  حالة  التشاؤم  التى سبقت ثورة ٢٥ يناير ، دفعت بالجموع نحو   التغيير

إذ لاترضى الشعوب  الحرة  بالاستسلام  على  المدى الطويل ، وكان على الجموع  أن  تعلن  عن  سخطها.

_حول  تلك  الحالة  العامة   التى  اصابت   المجتمع بالكآبة والتشاؤم ، والتى دفع  إليها ( الفقر_البطالة_

الظلم_ الكبت) خرجت  مجموعته  القصصية   لتعبّر بصدقٍ  عن  تلك القضايا  فى  حبكةٍ  قصصيةٍ متينة ومؤثرة من خلال أسلوبٍ  يرقى  فى كثيرٍ  منه  إلى

لغة الشعر، خاصّةً فى استهلاله القصصى، مثل  قوله

فى قصته"رائحةُ الميدان" :" لميدان  التحرير  بهجةٌ

جعلته  يبدو  كصاحبِ  دارٍ  يتفنّن  فى كيفيةِ إدخالِ السرور على ضيوفه الوافدين إليه من أقاصى  البلاد

ويرفعُ لهم رايةَ الامتنانِ والشكرِ العميق"...وقوله فى

قصته  "صباح  جديد  للحرية "  : " الطريقُ   طويلٌ والمسافاتُ  بعيدة .. والقطارُ  يمضى  مُسرِعاً  يُمزِّقُ أحشاءَ الشريط الحديدى متّجهاً إلى القاهرة"...وفى

"النار المقدّسة":"..فى  ذلك  اليوم الذى  سكبت  فيه السماءُ دموعها على رؤوس العباد، كان إصرارُه على

مواصلةٍ  عمله الشاق.." ..فهى  لغة  مجازية  ارتقت بأسلوبه.

_قسٌم مجموعته إلى ثلاث مجموعات صغيرة، تضم

كل   مجموعة   عدداً   من   القصص  التى  توحّدت موضوعاتها، وتبنّت إحدى القضايا الهامة،فالمجموعة

الاولى"عتبات الظمأ"  تناولت صور  الفقر ، والبطالة..

والثانية"شظايا الرفض والطلقات" ،   والتى   تناولت

ثورة ٢٥ يناير ،منذ الدعوة لها،إلى أحداثها، وماانتهت إليه ،بحثاً عن الحرية والعدالة الاجتماعية، ثم تناول

مايشبهها كأحداثٍ وطنية وقومية أخرى، كحرب ٦٧

و٧٣  ،  والقضية  الفلسطينية  ، والثورة   التونسية، وماجرى لتلاميذ  مدرسة  بحر البقر  ،  ورسالته لعبد العاطى صائد الدبابات.

والثالثة :  بعنوان "من حكايات الكلاب"  التى تناول فى بعضها مشكلة الفقر ايضاً.

_إذن هناك مشكلاتٌ وقضايا بعينها ،  تناولها   الكاتب

بشكل واقعى ، واستطاع  نسج  موضوعاتها  بحنكة

من خلال الدلالات التى ساقها باختصارٍ  ،  فكان ممّا

تميّز به أنّه لم يدَع  نفسَه  لإسهابٍ  يستهلكُ   طاقة القارئ ، ويقلّل من قيمة العمل.

_وبالإشارة لما يتعلق بقضية الفقر، يقول فى قصته:

"عمل إضافى" : مابداخل  جيبه   لم   يتعدّى   بضع جنيهات..."  ثم  يلجأ فى النهاية  للتسوّل  ليستطيع تلبية احتياجات بيته بعد يأسه المستمر.

_وفى "مسألة عادية" التى تشير إلى إن "أكل العيش

مُرّ"  وتحمّل بطل  القصة  مالايرضاه  من  سخافات وتغاضيه عن تصرّفات  لاخلاقية حفاظاً  على قوت

عياله ..حالة من الخضوع  امام  الضغط الاقتصادى،

ومايتعرّض له فى عمله وبيته:"تنفّس الصعداء حتى

ُتُلقى بنفسك خارجها  متحسّساً  طريقك  إلى  بيتك الذى قلّما تشعر فيه بالراحة..".

_واللجوء إلى تحمُّل كل انواع المعاناة للحصول على

بضعة  جنيهات : "تتلوّى  انت  على   الارض  ليلتقط جسدُك كل الدبابيس والمسامير الملقاة وسط  حلقة

المتفرّجين عليك...".

* وفى مجموعته : "شظايا  الرفض والطلقات"  التى تدور حول الثورة المصرية  والتونسية ، وحربى ٦٧، ٧٣، ينوّه  على المشاركة الطبيعية لأبناء  الوطن  بين المسلمين والمسحيين فى المناداة بالحرية والعدالة..

"مينا..مات برصاص مسدس ميرى يوم جمعة الغضب

٢٨ يناير.

_وفى "صباح جديد للحرية:" جاء يوم الحساب . ...

رؤوساً كانت من رابع المستحيلات الإطاحة بها..........

الشعب يريد إسقاط النظام....تنهّد (عم حامد)مبتهجاً

..فآمن بأنَّ هذا النظام لابد ان يسقط..".سارداً خلفية

المشهد ، من العوامل التى أدّت لتلك الثورة : "امراته

التى اصابها السرطان..ابنته  الكبرى  وأطفالها  بعدما انفصل   عنها  زوجها   الذى   لم  يستطع   إن   يُلبّى احتياجات  زوجته..ابنه  الذى  تخرّج   منذ   سنوات بعيدة دون ان يستطيع الالتحاق بوظيفة..ابنته الصغرى ..ناعيةً حظها الذى لوحدها فى زمنٍ بغيض حتى اصابها الهزال..".

_استطاع من خلالها استعراض الآلام التى عانى منها المجتمع من :إهمال طبى/فقر/بطالة/تشاؤم من الغد

ثم يموت(عم حامد) فى الميدان : "فانهمرت  الدماء

التى صنعت حول جسد (عمّ حامد) خارطةّ جديدةً

للوطن".

_وعن الثورة التونسية،من خلال شهيد تونس(محمد

بو عزيزى) يقول عنه : " فصار فريسةً  سهلةَ  الهضم بين أنياب وحوش مفترسة لاتعرف  الرحمة  ولاتترك

عباد الله ماهم فيه من  آلام  وعذابات  لاأوّل  لها ولا آخر".

_ ويتناول  حربى ٦٧ و٧٣  فى " وَشمٌ   على  جِدران الذكرى" قائلاً:" انطلقنا فى ظهيرة اليوم السادس من اكتوبر معلنين رغبتنا المُلحّة  فى ا أسترداد  ما أُهدِرَ من  كرامتنا  واستحلاب  النضارة   التى  انمحت  من ملامحنا طيلة  تلك  السنوات".

*فى المجموعة الثالثة: ان   يصل   الحال  بالمواطن المصرى أن يتاجر فى الكلاب وتكون مشروعه ،  من

خلال قصة"مشروع الألف كلب" ..حيث يلجأ الاستاذ

شرقاوى لهذا المشروع ، بعدما ضاقت به الدنيا  رغم

عمله كمُدرّس.

*هكذا  استطاع  الكاتب  أن يُبرز  أهم  القضايا  التى تشغل بال المجتمع ، وان يجعل  من قصصه  مُحرّكاً نحو التغيير ، بما دفعه من دماء الغضب عبر شرايين السطور، فصار   فاعلاً  ومؤثراً  فى  موكب   الأدباء

الغاضبين المُحرّضين على التغيير  من  خلال  كشف

الواقع وتعريته على لسان  أبطاله ،  لينهض  الجميع نحو مستقبلٍ لايتأتّى إلاّ بإزاحة الحواجز التى تعيق

تحركاته نحو تحقيق امانيه.

-------------------------------

* تحية للأديب(محمد جابر الحديدى)من فاقوس_

محافظة الشرقية_مصر....مع دوام التوفيق.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *