جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءنقدAkid Bendahou

وجهات نظر المخرج و العين الثالثة

 

وجهات نظر المخرج و العين الثالثة

العقيد بن دحو

المخرج في جل الأعمال الفنية التي توجه إلى الجمهور بشكل مباشر ، تتطلب بنيات تحتية وفوقية ؛ و إعدادات تقنية فنية مالية مادية ابداعية بالمقام الاول. لا سيما بالفن الرابع المسرح و بالفن السابع السينما ؛ كما لم يستثنى الجدار الرابع الجمهور (...) و لا  العمل الرابع في ما يدور في علم سوسيولوجية الأدب و الكتابة معا.

ما هو متفق عليه بالثقافة العالمية : ( المخرج) هو ذاك الشخص الانسان ( المستبد) / الديكتاتوري القائم على العملية الفنية برمتها من اسها إلى أساسها، و من كواليسها  الى طهورها و الى ما بعد الحدث الفني . هو المسؤول مسؤولية مباشرة عن ترجمة أعمال المؤلف من النظري الأدبي إلى التطبيق العملي على الركح المسرحي او باستديوهات الفن السمعي البصري السينمائي.

نقول هذا الكلام في حدود انتشار الحضارة الديمقراطية في الفن و الأدب و الثقافة ؛ حرية و عدالة و مساواة.

اذ الاخراج تماما كالاستعداد للحرب ومواجهة العدو ؛ لم يعد يسمح فيها بالجدال العقيم و حرية طرح الأسئلة: ما الجدوى من الحرب !؟... وهل نطلق النار و نطيع أمر القيادة العامة او لا نفعل بحكم خيار الحرية العامة كمثل تلك الأسئلة التي كانت تطرحها المدرسة الوجودية ابان الحرب العالمية الثانية و الجيش النازي الألماني الهتليري ؛ يدك القواعد الامامية لمدينة باريس !.

كما أن الفن قائم على النظام و ليست الفوضى

 لذا اوجب و من  حق المخرج ضبط ايقاعات العمل و عدم التساهل او التسامح باسم اي حرية بالاستهتار او الاستهزاء بالشغل الفني.

المخرج هو مترجم العمل الفني و مصيره و ضابط ايقاعه الحضاري لوصوله بشكل جيد وكاف إلى الجمهور. ومن خلال ما يعرض أمامنا من أعمال قد نتأثر شعوريا و اساسا بعظمة الاخراج الهائل المذهل المدهش ؛ بقدر ما نعجب بالفنان الذي يقوم باداء ادواره بشكل جيد و كاف. من خلال العمل الذي يعرض للجمهور. يكتشفغة النقاد و المهتمين اسلوب و لغة المخرج ؛ عوضا عن اسلوب و لغة المؤلف.

أين يضع المخرج مخططه العام بالوصول إلى شيئ ما يمس وجدان المتفرج اجتماعيا نفسبا وجدانيا ، و حسب كل مدرسة فنية او مذهب فني ؛ أين يسند و يضمن هذا الامبراطور الديكتاتور المستبد تصوراته الفلسفية  ناهيك عن تصورات الفلسفية للمؤلف عن طريق روعة و ابداع الممثل او من يقوم بالدور(...)

هو المسؤول عن نقل اسلوبه التكفيري التطهيري التقليدي الكلاسيكي في انفس الجماهير ؛ للتكفير من ادران انفعالات النفس. بل بلغت الشدة و الحزم بالمخرج إلى أن جعل الجمهور يبكي دما. يوم عرض المخرج الكاتب الاغريقي المرهف الحس ارستوفانز ) تمثيلية الشهيرة سقوط مدينة ( ميلوس) الاغريقية ؛  لاول مرة أمام الفرس ما قبل الميلاد . ضجت الجماهير بالبكاء !.

تدخلت الحكومة اليونانية يوم ذاك وفرضت ضريبة وغرامة مالية على الشعب قدرها 100 دراخما؛ اذ  ؛  نوفي مخرجها و شاعرها الدرامي إلى إيطاليا.

كما لنا قصة مؤلمة مع هؤلاء المخرجين الديكتاتورية  مسرحية (عطيل) تشكسبير ؛ يوم عرضت بالولايات المتحدة الامريكية 1887 ؛ و لما رأى شرطي كان بقاعة المسرح خيانة باجو ؛ استل مسدسه وارداه قتيلا، و لما أعاد للشرطة صوابه ووعيه و أدرك بانه امام تمثيلية و ليست واقعا  استخزى الامر وقتل نفسه بنفس المسدس. .

فما كان على الجمهور الا ان وارهما في قبر واحد و كتب على شاهدهما : " هنا يرقد الممثل الفكري و المتفرج الفكري "!.

يا لهول  هؤلاء  المخرجين  ، يبنون و يدمرون في ان واحد ؛ يجرحون و يعالجون ؛ يحيون و يقتلون....يقتلون القتيل و يمشون في جنازته...!.

هذا هو ذكاء وعبقرية المخرج الذي فضل الا يظهر في الصورة او بالمشهد غير ان آثاره (المدمرة) متجلية على المشهد ؛ بل كالطقس مهيمنة على العمل كله من ساعة رفع الستارة إلى غاية اسدال الستارة.  من بداية الفيلم إلى كلمة النهاية بكل لغات العالم .

لم يكتف بهذا ولم يظل محافظا على اهم مبادئه التقليدية بل واكب العصر ؛ و اندمج مع قوالب و استفاد ايما استفادة من غنائم التاريخ و من كنوز وثروات الحاضر. المعدات و الوسائل و المناهج و الطرق و الأساليب الحديثة و ما بعد الحداثة التماثلية و الرقمية و الرقمية الذكية بمختلف اجيالها العائلية و مختلف مذاهبها الثقافية و الفكرية.

اذ نقل بدوره كرسي ( القاضي) إلى الجمهور او المشاهد و جعل منه طرفا اصيلا في العمل الدرامي برمتها تفكيرا و تغييرا. ؛ لن يتركه يغادر القاعة او يغادر الفيلم حتى يكون قد اكتسب فاعلية القابلية للتغيير و التفكير.

صحيح هو لا يعطي حلولا جاهزة و لا هدايا لامعة لاشباه المثقفين و انصاف المتعلمين ؛ لكن لم يكره ان يستمع لاراء الجمهور بعيدا عن الستاتيكيات و القوالب الجاهزة الفنية.

وبهذا يكون الجمهور فد قبل وقام بالدور الذي نصبه و فخخه له المخرج و المعد سلفا !.

الا ان عبقرية المخرج تتجلى اكثر حينما يتمكن من الرؤية إلى الأشياء و البشر و بيئتهم و تاريخهم و فق منظور عينه الثالثة ؛ فهو يرى ما وراء ما تراه عين البشر. سابق للبشر ؛ يعيش عدة مواليد لتاريخ ازدياد دفعة واحدة. ويظهر ما ما راه في شكل ساحر لم يخطر على بال و لا عين رأت.

لذا يعود المخرجون إلى البحث باستمرار خارج الوسط الفني ؛ فهم دائم البحث - انا لا ابحث انا اجد ( بيكاسو) -  عن أوجه اخرى غير تلك التي يراها الناس العاديين.

فكم من ممثل كان مهنيات او حرفيا او حتى متسكعا الاقامه عين ثالثة مخرج فذ ؛ و صارت شهرته بعد أقل من مجرد رؤية عين ثالثة من أشهر الناس على هذه البسيطة.

انني في هذا المقام لا اقصد كلية المخرج الفني ؛ فبامكان كل واحد له سلطةوما على عائلة او جماعة او حتى على نفسه ان يصير مخرجا ؛ شرطة تن يوظف كافة حواسه ؛ و اختلال الحواس و الخواطر معا ؛ و ان يرى وفق عينه الثالثة المبدعة الخلاقة ، و ان لا يكون دكتاتوريا مستبدا بالمعنى الحرفي للكلمة؛ بل لا بأس أن كان المخرج دكتاتوريا فنيا لمصلحة الفنية و الجد و النظام و الثقة بالعمل.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *