عبد الرزاق الصغير
في الشتاء تغرب الشمس بسرعة
لا أدري لما أحب هذه الأجواءالباهتة
المفعمة بالبرد
تستغرب صديقتي عندما أدعوها للمشي تحت الرذاذ
بين اشجار الدلب والكينا
السامقة الساكنة
ظاهرا جدا تملص العشية الشاحب تشعر به كما ترى ازرار النوار الأبيض في
أحواض شجر القيقب
أضواء قريبة
بعيدة
مبطنة
موجة برد تجتاح هذه القصيدة
حتى معاطف البالة
غالية تشوي ، ويقال انها حاملة
لأمراض معدية
السوق
خلف المسرح
الذي كان كنيسة التي كانت جامع الذي كان دار أوبرا
ليس الا سلاحف حديثة الفقير في صندوق خشب رمادي
لم يأبه لها احد
وعجوز بين يدها دبابيس
كانت
ورد احمر وبنفسجي
كان العشاق يتهافتون
عليه في عشية عيد الحب
الوردة بقيمة مؤونة معوز لأسبوع
تتشبث في ذراعي من البرد صديقتي
أحب بوابة المسرح المقوسة
و سلمه الحجري المستدير البسيط الأملس حد الذل
تفركه النوء كما تفرك زوجة
عامل في محجر أكمام كنزاته وياقات قمصانه
احب نبتة نسميها نحن مريم شهباء شاحبة
تشبه الشيح
شفائف صاحبتي
المزرقة
رعشاتها
الخفيفة
*****
على الرف المغبر
كتب مائلة
مجعلكة
فلنقل مجعدة
أوراق وبقايا زهر يابس بني وزهري
قصص مات أصحابها
شياطين ، ملل
وعلل ، ملفات
وقضايا قتل سجلت ضد مجهول
الفراشة السوداء الوحيدة
ينعتها أطفال الحي
بال جنية
جنية
هاهي جنية
واقفا في المفترق يسندني جذع
مشماشة كبيرة
أتخيل جوف
أو تجويف
أو شق
إمرأة عابرة
كذئبة تستكشف المنطقة
يزعجني البرد
وألم في ظهر الذاكرة
يعز علي تمزيق الصورة
المتخيلة
عبد الرزاق الصغير الجزائر