الرئيسية آراء تاريخ حامد حبيب كيف تسلّل الاستعمار إلينا؟

كيف تسلّل الاستعمار إلينا؟

الاحتلال الانجليزى للهند_

حامد حبيب

عندما كان الهولنديون والبرتغاليون في الهند،رفع الهولنديون أسعار التوابل ، ومنعوا الانجليز من دخول الهند، فأقدم الانجليز علي التجارة مباشرة

مع المشرق،فقاموا بإنشاء شركات تجارية لهم هناك باسم "شركة الهند الشرقية" التي اتخذت من جزر الهند الشرقية ( إندونيسيا/ ماليزيا ) مركزاً لها،

ودخلت انجلترا الحرب معهما وهزمتهما، ثم توغّلت داخل الهند ،حتي دانت لها كل البلاد.

بدأت "شركة الهند الشرقية" الإنجليزية في شراء

الاراضي وبناء الحصون،ونقل المواد الخام من الهند بأوربا ، كما كانت تحصل علي ضرائب من السفن التي تمر في الطُّرق التي كانت تسيطر عليها ، حيث كان للشركة أسطول كبير يحميها ، وتحوّلت الشركة من ملكية أفراد لملكية بريطانية.

ورأي الانجليز أن أوّلَ عقبة في في طريقهم هم المسلمون ، لأن المسلمين المغول هم الذين كانوا يحكمون الهند ، فأخذوا يستميلون الهنادكة الذين كانوا يحفظون علي المسلمين ، وأنّ العداء الصليبى القادم مازال راسخاً في قلوبهم ، فأخذوا يعينون الهنادكة والشيخ والمهراتا علي المسلمين ، فأثاروا الفتنة في البلاد ، وبالتالي دانت لهم الهند وحققوا ماارادوا.

وبعد تمكنهم من الاستيلاء التام علي البلاد ، عملوا علي تقريب الهنادكة واضطهاد المسلمين.

وعمّ الفقر أنحاء الهند،بعد أن سيطر الانجليز علي كل مواردها ، واضطُر الكثيرون للعمل عند الانجليز للحصول علي مايقتاتون به،وذات مرّة أمر الانجليز جنودهم باستخدام الشحم المأخوذ من الخنزير لصيانة بنادقهم،فثار المسلمون ورفضوا ذلك،فقضي الانجليز علي الثائرين من المسلمين،فتالّم إخوانهم

لذلك وهجموا علي الضباط الانجليز، وقتلوا أحدَهم، وفرّوا إلي الملك(بهادور) آخر ملوك المغول المسلمين

في "دلهي" ، واشتعلت الثورة في أكثر بلاد الهند،

فهجم الانجليز بقوة كبيرة علي "دلهي" وحاصروها،

ثم اقتحموها نتيجة تفوق أسلحتهم ، وقبضوا علي الملك(بهادور) وقتلوا أبناءَه أمامَه ، بل والاكثر من ذلك أنهم طبخوا له طعاماّ من لحوم أولادِه ، ونفوه إلي"زاغون"عاصمة "بورما" ، والغي الانجليز الحُكم

المغولي في الهند،وأعلنت سيطرتها الكاملة عليها،ثم اتجهوا بقوة للتنكيل بالمسلمين اينما وُجدوا ، وصادروا أملاكهم وهدموا الكثير من المساجد ،

وحوّلوها لثكنات عسكرية ، ورحّب الهنادكة بهذا

الانتقام من المسلمين ، واستغل الانجليز تلك الفرصة وهذا الترحيب من الهنادكة ففتحوا مدارس لهم دون المسلمين، فعمَّ الجهل والفقر بالمسلمين،

بعد أن كانوا حكّاماً لتلك البلاد لقرون طويلة، وحرص الانجليز علي تفتيت المسلمين وتشجيع فكرة القومية الهندية ، وتشجيع الفِرَق الضالّة ذات الوجهة الإسلامية لتفريق صفوفهم،ووجدت ضالّتها في أحد المسلمين ويُدعَى(مرزا غلام أحمد القادياني ودعّمته في تأسيس مذهب"القاديانية"الضال ، والذي انقسمت فرقته بعد ذلك لفرقتَين "القاديانية"

و"الأحمدية"... وحاول المسلمون مقاومة المستعمر الانجليزي ، وعملوا علي تكوين أحزاب وجمعيات

خاصة بهم،لكنّ الانجليز والهنادكة كانوا يقفون لهم بالمرصاد.

تلك هي حضارة أوربا ، ومن هنا تكوّنت ثروتها وعظُمت قوّتها من السلب والنهب ، من استعمار الشعوب والسيطرة علي مواردها ، ساعدهم علي ذلك ماالمّ بنا من فُرقة أوهنت قوانا وجعلتنا لقمةً سائغة لهم....ومازلنا لانعي دروس التاريخ وعبَرِه وعظاتِه..مازلنا نرضي بدور التابع رغم استقلال البلاد في كل مكان ، لكن مازال الاستعمارُ حاضراً في صورته الجديدة يمتصّ دماءنا بشكل أكثر تطوّراً ، ومازلنا فريسته التي يقتات لحمها باستمرار .. مازلنا صغاراً لم نحاول أن نكبر بعد..ضعافاً لاتجمعنا وحدة الصفّ..نلهث وراءهم برضىً واستمتاع ..

ولاحول ولاقوة الا بالله.

—---------------

حامد حبيب_مصر

***********************

فنون

جديد فنون

عاجل

جديد موقع علَّم نفسك