شيطنة منصات شبكات التواصل الاجتماعي
العقيد بن دحو
إياكم ان تكونوا معاديين لاية فكرة حضارية / حكمة
فئة قليلة اليوم ( علية) ام هي (سفلية) تحاول عبثا ان تنفخ بالريح؛ ان تكون
معادية لشبكات التواصل الاجتماعي الخفيفة و الثقيلة ؛ التماثلية و الرقمية ؛
المكتوبة و المسموعة و المرئية و الذكية منها . توجه لها أصابع الإتهام و كأنها
السبب في خراب مالطا.....!
يكفينا تأخر و أمية اكثر مما نحن فيه.
حتى اوشكت تصير الظاهرة مرضية ؛ وفوبيا ورهابا.
كيف لمنصات شبكات التواصل الاجتماعي ، ان تكون السبب في كل أوجاع العالم
الثالث السياسية الاجتماعية الإقتصادية الثقافية !؟
نلوم الزمن و العيب فينا *** هيهات ان تجد العيب سوانا .
او كما قال الشاعر.
صحيح لكل وسيلة إعلامية اعلانية شقها وطرفها الاخر السلبي ، سلاح ذو حدين .
يمكن أن تستخدمه اطراف اخرى كسلاح ، و لكن هذا هو داب كل وسيلة يوم كانت بسيطة
مشاعا بين الناس !.
صحيح شبكات التواصل الاجتماعي منحت للمواطن سانحة تاريخية لم تمكنه اية و
سيلة اخرى. صار اعلام محتوى مواطن يقرر مصيره نفسه بنفسه. وصار سيد خبره المقدس
والتعليق عليه واجب.
يجب استغلال كافة الوسائل التي
توفرها الحضارة الذكية بشقيها المادي و المعنوي.
ان العالم عندما يقدم خطوة للإمام لا يمكن الرجوع إلى الخلف . إنك لا تخطو
بالنهر مرتين .
ان الإنسان رمى بخطوته العملاقة بالفضاء الازرق دون جذب و لا وزن ثقلي و لا
يمكن أن يعود ارضيا كما كان أول مرة
حيث التفكير ارضيا على محورين متعامد و متجانس ، ارضي و سماوي فقط ، على نقطتي الفواصل و التراتيب. انتقلت إلى
محور ثالث افتراضي .
اذن العالم يتقدم و لا يمكن لنا كدول عالم ثالث ان نعادي اية فكرة حضارية
انى كانت.
لابد أن نسجل حضورنا العالمي الرقمي ، الذي يسمح بدوره بالحوار الحضاري في
حدود انتشار الحضارة الديمقراطية الالكترونية.
لم يعد العالم عالما واحدا ؛ انما عدة عوالم متداخلة مع بعضها البعض ؛
متحدة المركز .
العالم صار قرية واحدة. وهؤلاء... الذين يعادون ما يجهلون ؛ يريدون مجددا
ان يدفنوا رؤوسهم بالرمل. يريدون أن يظلوا في ماض صنعوه على المقاس ليعيشوا فيه
ابدا كالليل غرباء عن هذا الوجود.
شبكات التواصل الاجتماعي وضعت العالم في امتحان صعب ، كما وضعت المثقفين
ضمن(رائز) اصعب ، امتحان فيصل يخضع للتقييم و التقويم بلستمرار . قادر على كشف
المعدن الأصيل من الدخيل ، من انصاف المتعلمين من المتعلمين ، من أشباه المثقفين
من المثقفين الخلاقين المبدعين للجنس البشري الكفء .
لم يعد ذاك (البيروقرطي) المحلي و العالمي الذي كان يتغذى و يقتات على
الإعلام الموجه القضاء و القدر في دولة اوليغارشية دكتاتورية ؛ يقرر مصير العديد
من الكفاءات و الاطر و الكوادر ، الذين ظلوا على الهامش حتى انتهوا....!.
الإنسان العالم كله تحت طائل الإعلام و الفكر الالكتروني اما ان يكون او لا
يكون !.
اما الحديث عن محاولة شيطنة شبكات التواصل الاجتماعي و الحط من قيمته
الاجتماعية تبدو فكرة مثيرة للسخرية ؛ سخيفة إلى حد الضحك إلى حد القهقهة ، عندما
لا يجد هؤلاء الادعياء من يستمع إليهم. حتى الأطفال الصغار يستهزئون.... او كيف
لشركة تواصل اجتماعي راس مالها بالملايير من الدولارات ؛ و تملك اقطاعات و اراض و
مرافق و مراكب برية بحرية جوية فضائية ، و تطل بكاميراتها على ما تحت سقوف منازل
ساكنة العالم تعيد أسطورة(اسمودة) !
كيف لفضاء ازرق صار القارة السادسة و السماء الثامنة و ما بعد الجغرافية و
ما بعد التاريخ و ما بعد هذه الحضارة المادية لا غناء فيها!؟
ان لم يكن الخرف عينه و الانزهايمر الفكري الذي وصل اليه مفكرينا و محللينا
مبكرا !
من يصدق هذه المهترات السياسوية من تعادي شبكات التواصل الاجتماعي في زمن
حقيقة الصورة.
هذا ليس دفاعا عنها ؛ فمن يملك الملايين من حسابات البشر حلما وكلمة و فكرا
و فعالية و تفاعلا و فعلا لا يمكن الا ان يكون رصيدا في مصرف ما بعد نهاية التاريخ
و لا يحتاج الى نصير.
والمتاخر و الجاهل الحقيقي ، و الامية الحديثة و لا سيما على محور الاعلام
و السياسة و الثقافة ان يحن إلى عاداته " التحفظية" و يظل محافظا على
أشرار معبده و ما وصل اليه على انقاض الآخرين.
ان خير ما يقدمها البشر لهذا العالم ان يبلغ صوته اشارة و لفظا ولحظا ضمن
هذا الكتاب الضخم، لملايبن البشر الذين يأتون بعدنا بعد ملايين من السنين.
ان استغلال الفرص ؛ مثلما جادت به عبقرية الانسان ، من حيث الإنسان سيظل
اليوم وغدا محور العملية التقدمية مستغلا جميع الوسائل السمعية البصرية الحديثة و
ما بعد الحديثة الرقمية و الذكية و شبكات التواصل الاجتماعي. اما الذي يظل معاديا
لشبكات التواصل الاجتماعي او مقصرا في دورها في صناعة وتكوين الانسان ؛ انما كمن
ينبش في فهم بليد ، كون قطار الحياة انطلق و لا يمكن أن يوقفه احدا لأغراض
ميكيافلية او لأغراض سياسية دنيئة ساقطة
عادي كما تحب او احب كما تحب و لا تحب الا ما تحببه الحضارة الإنسانية.
صحيح هذه الوسائل و المنصات و الشبكات لا تقدم صدقات لله يا محسنين ؛ او
لله في الله ؛ او انها مسلمة اجتماعية يجب أن تؤخذ هكذا....تحت شعار : "
امسلمين ما ساقنا " !.
صحيح لا يمكن استثناء البعد التجاري و الاقتصادي في هذا كله. لكن يجب
انسنتها ومنحها بعدها الأخلاقي: حينما يذوب الاستغلال التجاري و الاقتصادي في
الاستغلال الفني التقني الانساني.
انطلق قطار حياة ما بعد الحداثة ؛ و ما بعد نهاية التاريخ الى القارة
السادسة إلى العالم الافتراضي و اكيد لا مكانة لمن يعادي الفكرة انى كانت الفكرة
التي صارت واقعا بالمواقع و ما وراء الواقع .