ربحي الجوابره
قَبَسُ الرّسَالةِ
- صلوا على الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ..
__________
قصيدة
بعنوان " قَبَسُ الرّسَالةِ "
الصُّبْحُ أشْرقَ بِالنَّبيِّ المُنْزَلِ // نَزَعَ الخِمَارَ عَنِ
السَّبِيل الأليَلِ
فِي هَدْأةِ القَبَسِ المُنيْرِ قَدِ اهْتَدَتْ // بِسَنَاهُ لَيْلاتُ
المَسِيْرِ الضُلَّلِ
حَمَلَ اللوَامِعَ للأنَامِ مُوَكَّلاً // بَثَّ السَّنَا مِنْ وَجْهِهِ
المُتَهَلِّلِ
مِنْ غَفْوَةِ الآثَامِ جَفَّتْ أضْلُعِي // مَولايَ جِئْتُكَ وَاليَبَاسُ
بِأنْمُلِي
عُمْرِي سَرَابٌ قَادَنِي أعْمَى الخُطَى // وَأَذَىً بِهِ مِنْ كُلِّ
خَطْبٍ مُعْضِلِ
مَولايَ إنِّي مُدْنِفٌ مِنْ عَتْمَتِي // جَفْنِي يَرِفُّ مِنَ الدِّمُوعِ
الهُمَّلِ
ظَمْآنُ شَوْقَاً دُلَّنِي بَحْرَ الهُدَى // عَطِشَ المَدَى فَاسْقِ
الصِّرَاطَ المُمْحِلِ
أنْتَ الهُدَى وَأنَا مَقَامِيَ شَاعِرٌ // شَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ
الأنْبَلِ
أسْرَفْتُ فِي بَثِّ القَصيْدِ لأغْتَنِي // مِنْ جَيْبِ ضَوئِكَ أنْتَ
غُيرُ مُبَخَّلِ
نَجْمَاتُ شِعْري بِالفَضَاءِ تَزَيَّنَتْ // مِنْ ذِكْرِ بَدرٍ
بِالمَعَاليَ يَعْتَلِي
كَمْ لَاحَ ضَوْءٌ للهِدَايَةِ مِنْ نَبي // البَدْرُ أنْتَ وأنْتَ أشرَفُ
مُرْسَلِ
أحْبُو إليْكَ مِنَ الضَّلالَةِ تَائِهَاً // مَا لِي سِوَاكَ إلَى الهُدَى
المُسْتَعَجَلِ
فَأنَا يَتِيْمُ الأمِّ غَابَ دُعَاؤهَا // وَأبِي قَضَى صَوْبَ الرَّحيْمِ
العَادِلِ
بِأبِي وَامِّي يَا رَسُولاً للهُدَى // أفْدِيْكَ أنْتَ وَأنْتَ وَحْدُكَ
مَوْصِلي
حَكَمَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ عُمْريَ مُوْحِشاً // فِي مُهْجَتِي حَطَبُ
الذّنُوبِ المُشْعَلِ
وَأرُومُ مَغْفِرَةً يَدَاكَ حَكيْمَةٌ // مَوْلايَ بَعْدَ الله أنْتَ
مُوَكِّلي
اسْكُبْ بِأمْرِ الله غَيْثَاً للرُّؤَى
// قُلْ يَا مِيَاهَ الله لطْفَاً فَاهْطُلي
غَيْثٌ إذَا مَا القَلبُ أوْقَدَ نَارَهُ // فِي خَافِقي يَجْري النَّدَى بِجَدَاولِ
مَولايَ سِيرَتُكَ التي فِي دَفْتَري // / قد صُغتُها شِعْراً قَصيْدِيَ
مَعْقِلي
وَهْجُ الحُروْفِ لِمَنْ أتَى مُتَطاوِلاً // أشْعَلتُ قَافِيَتي كَسَيْفِ
الصَّقيَلِ
أنْشَدْتُ فِيْكَ مِنَ القَصَائِدِ قَائِلاً // وَصْفَاً عَلى البَحْرِ
الدَّقيقِ الكَامِلِ
شَمْسُ الهُدَىْ فِي أفْقِ مَكَّةَ أشْرَقَتْ // قَبَسَاً تَوهجَ فِي
الفَلاةِ المَجْهَلِ
جِبْريلُ أنْزِلَ فِي حِرَاءَ شَهَادَةً // لِمَحَمَّدٍ كَشَفَ الدُّجَى
للسَّائلِ
حَتَّى تَلاشَى الليْلُ مِنْ فَرْطِ السَّنَا // نُوْرٌ تَولَّدَ فِي
الظَّلام المُقْفَلِ
كُلُّ الفَضَائلِ مِنْ كِتَابِ مُحَمَدٍ // والخَيْرُ يَرجِعُ فَضْلهُ
للمِفْضَلِ
تَسْبيْحَةُ القُرْآنِ نُوْرُ نَبِيِّنَا // بَوْحٌ تَنزَّلَ فِي الضَّلالِ
لِيَنْجَلي
وَهْجُ الحَديْثِ مِنَ الظَّلامِ مُبَرَّاٌ // قَوْلُ الحَبيبِ بِذِي
المَقَامِ الأكمَلِ
هُوَ آخِرُ الرُّسُلِ الحِسَانِ رِسَالةً // لَكنَّهُ فِي العَدْلِ
رُتْبَةُ أوَّلِ
قَدْ أخْرَجَ الإنْسَانَ مِنْ ظُلمَاتهِ // بُرْهَانهُ ضَوْءُ الكِتَابِ
المُنْزَلِ
لُطْفَاً حَمَاهُ اللهُ مِنْ بَطْشِ العِدَا // فِي غَارِ ثَورٍ بالمَكَانِ
الأعْزَلِ
وَبِصُحْبَةِ الصدِّيقِ كَانَ لِقَاؤُهُ // بِحِمَى الرَّحيمِ وَعَنْهُمَا لمْ يَأفلِ
هَذَا النَّبيُ مُحَمدٌ خَيْرُ الوَرَى // فِي القَلبِ أضْحَى نَازِلاً لمْ
يَرْحَلِ
فَخْرَاً رَسولَ الله أنْتَ حَبيبُنَا // مَا قُلتُ يَوْمَاً عَنْكَ مَا
لمْ تَفْعَلِ
يَا سَاكِنَ الأعْمَاقِ يَا فَيْضَ الهُدَى // مِنَّا التَّحَايَا
بِالسَّلامِ الأجْزَلِ