الشاعر فريد مرازقة الجزائري
#معارضة أرق على أرق
قال #المتنبي
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَ مِثْلي يَأرَقُ
وَ جَوًى يَزيدُ وَ عَبْرَةٌ
تَتَرَقْرَقُ
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ و
قَلْبٌ يَخْفِقُ
مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ إلاّ
انْثَنَيْتُ وَ لي
فُؤادٌ شَيّقُ
جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي
نَارُ الغَضَا وَ
تَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ
فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا
يَعشَقُ
فقلت معارضا :
عُنُقٌ عَلَى عُنُقٍ وَ قَلْبٌ يَخْفقُ
مُقَلٌ تَفِيضُ وَ أدْمُعٌ تَتَحَرَّقُ
إنَّ الصَّبَابَةَ لَا مَثِيلَ لِبَحْرِهَا
وَ القلبُ فِيهَا تَائِهٌ لَا يَغْرَقُ
لَا مَوْتَ فِيهَا، لَا حَيَاةَ بَل إنَّهَا
صنوَ الحِجَارَةِ كُلُهَا لَا تَنْطِقُ
أَوْ مِثْل يَوْمٍ لَا غُرُوبَ لِشَمْسِهِ
وَ الشَّمْسُ فِيهِ مِنَ الجَفَا لَا تُشْرِقُ
مَا لُمْتُ يَوْمًا عَاشِقًا فَبِصَدْرِهِ
قَلْبٌ هَوَى وَ كَوَتْهُ نَارٌ تُحْرِقُ
فَقَدِ احْتَرَقْتُ وَ ذُقْتُ مَا ذَاقَ الّذِي
فِي قَلْبِهِ بَابُ الهَوَى لَا يُغْلَقُ
العِشْقُ لَيْسَ حَدِيقَةً أَوْ جَنَّةً
وَ بِهَا القُلُوبُ كَمَا النَّبَاتُ تُوَرِّقُ
هُوَ سَكْرَةٌ أَبَدِيَّةٌ مَا فِيهِ عَقْــ
ــلٌ فَاهِمٌ أَوْ نَابِغٌ أَوْ مَنْطِقُ
كَمْ فِي الحَيَاةِ عذَرْتُ عُشَّاقًا فَهُمْ
عَبْرَ العُصُورِ مِنَ الشَّدَائِدِ هُمْ لَقُوا
لَا حُبَّ فِي هَـٰذِي الحَيَاةِ وَ لَا أَحِبْـ
بَةَ مُقْلَةٍ فِي العِشْقِ لَمْ يَتَفَرَّقُوا
قُلْ لِي بِرَبِّكَ أَيْنَ قَيسُ وَ أَيْنَ مَنْ
تَرَكَ القُلُوبَ لِشِعْرِهِ تَتَشَوَّقُ؟
أَيْنَ الرِّجَالُ وَ أَيْنَ شِعُرُهُمُ الذِّي
مِنْ عَذْبِهِ جَبَلٌ عَلَا يَتَشَقَّقُ؟
مَا دَامَ عِشْقٌ أَوْ عَشِيقُ عَشِيقَةٍ
أَوْ دَامَ شَملُ الأَهْلِ أَوْ هُمْ قَدْ بَقُوا
هَـٰذِي الحَيَاةُ تَفَاهَةٌ فِي أَصْلِهَا
فَنِهَايَةُ العُشَّاقِ قَبْرٌ ضَيِّقُ
مَنْ ظَنَّ أَنَّ العِشْقَ كُلُّ حَيَاتِهِ
أَوْ دَائِمٌ بِحَيَاتِهِ هُوَ أَحْمَقُ
مَا هَمَّنِي قَوْمٌ وَ أَقْوَامٌ خَلَتْ
لَا عَبْدَ بَعْدَ المَوْتِ حَتْمًا يَنْطِقُ
الكَوْنُ فِي نَظَرِي غُبَارٌ طَائِرٌ
فَلِمَ المَدِيحُ وَ كُلُّنَا مُتَخَنْدِقُ
مَا دَامَ قَصْرٌ أَوْ رِجَالُ قَبِيلَةٍ
أَوْ دَامَ سَيْفٌ أوْ بريقٌ يبرُقُ
إنَّ البَقَاءَ لِرَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي
فِي حُبِّهِ كُلُّ القُلُوبِ تُعَلَّقُ
فَأحِبَّ خِلَّا لَا فَنَاءَ لِحُبِّهِ
وَ ارحَمْ فُؤَادَكَ إنَّ ذَاكَ لَأَصْدَقُ
الشاعر فريد مرازقة الجزائري