جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

إن لم تعودوا الى الكلاسيكيات فلا تتحدثوا عن تكوين...

 

العقيد بن دحو

إن لم تعودوا الى الكلاسيكيات فلا تتحدثوا عن تكوين...

===============

كم يعجبني ,و يشدني شغف الشباب و حماسهم في الفن و الادب و الثقافة ، وهم يتوسلون في خيرا ، كيف يصيرون رجألات مسرح ، رجالات سينما ، كتابا ، رسامين ، مؤلفين... الى غير ذلك من هدايا السماء الى بعض المحظوظين المصطافين من اهل الارض.

كم هي جميلة احلامهم ، الوردية ،مفترشة بالورود و الزمرد و الحرير !

 وهم يسالونني بالطريق ، ياتون الى بيتي ، يلاقونني بالمقهى ، و في اي مكان بالكواليس كلما انتهى عرض وطقس اولئك الذين يسمون انفسهم بالكبار ، المحافظين..... الذين حافظوا على كل شيئ الا عن رسالة الاجيال كابرا عن كابر !.

بل ذات يوم في شارع ما التقى بي مخرحا سينمائيا.

، قدم الي بطاقة هويته ، بطاقته الفنية ، اخرج عدة افلام قصيرة و طويلة و عدة افلام و ثائقية. توسل في خيرا و هو يشتكي البيروقرطية و الحقرة الثقافية و الفنية على جميع الاصعدة و المحاور الافقية و العمودية.

رغم اني لا انتمي الى اية هيئة رسمية الا ان - يشهد الله -  ساعدت الرجل ماليا و ماديا ، و اشرت اليه الى بعض الاخيار الخيرين في هذا الوطن ؛قاموا بواجبهم الوطني القومي الثقافي الفني. بعد اشهر لم اعد ارى هذا المخرج ، و لما سالت عليه : قيل انتهى متوفيا وحيدا ، دون ان يبكي  احدا ، ملوما كالظل الحسير في احدى القرى من قرى مدينة ادرار ، قبرا مجهولا ، دون شاهد يذكر اسمه فنانا ؛  اثرا يذكر ميته بخير ، و لا من يضع على قبره اكليلا من الغار و الاس يدل على عظمة ميت !.

هؤلاء اليافعين و صغار المراهقين الذين اختاروني من بين العشرات ، و حتى على تلك المؤسسات المحسوبة عن الفن و الثقافة ، بالوعي و اللاوعي ، كنت اعلم بانهم يبحثون عن قدوة من دون ( اوراق) و من دون من يجعلهم يقفون بالطابور.... لساعات طوال ، ينتظرون هذا المدير او ذاك....!

هم يدركون بفراسة الموهوب ، المجد ، المبدع ان حاجته في ذاك الذي خارج الابراج العاجية.    و خارج التصنيفات الكارتوتية هي الاصل و مالذي يعلو السطع ما هو الا دحان يعلو بنفسه ؛ او الا فقاعات زبد البحر.... !

كم يحز في نفسي وانا التقي بشباب كانت مواهب في جل المجالات الفنية ، يوم كانوا عندي طلبة بالمسرح المدرسي ، ولما لم يجدوا من يشد على ايديهم ، خرجوا الى الحياة المهنية . هم اليوم تجار و حرفيين و اناس بسطاء ناجحين ،  كلما التقوا بي ، كلما اعادوا علي سرد ادوارهم التي لا يزالون يحفظونها على ظهر قلب .  نصوصا باكملها من البيريتوار العالمي ،  الكلاسيكي الاغريقي التراجيدي و الكوميدي الخالد . لا يطويه زمان و لا مكان ، الضارب بعمق التاريخ ، ما قبل التاريخ ، الشبيه بالتاربخ ، و جنون التاريخ ايضا.

اريد ان اقول (ورشات التكوين) هذه التي تعقد عقب كل مهرجان ادبي فني ثفافي بلا غاية و لا هدف ،  ان لم يعودوا بها الى الكلاسيكيات العالمية مذهبا ، و لغة ، واسلوبا ، و عظمة شخصيات ، ووحدة نغم... الى غير ذلك من القيم الرفيعة التقليدية الفكرية. انهم يكررون المكرر و يجربون المجرب.

يتعلمون الحفافة في رووس اليتامى !.

كان الاجدر على ابطال هذه المهرجانات ان ينزلوا في اول محطة قطار الرداءة و الاساءة و الخطيئة ،  عما قدموه الاوائل من تضحيات جسام ، خير لهم من الوصول الى اخر محطة بخف حنين الى ما نخن عليه من سخافة و سقط متاع....!

نتساءل ما الفائدة من هذه الهياكل ان لم يكن لها مشاريع تكوين على النهج الكلاسيكي اولا، و خرائط ثقاقية فنية تهندس و تخطط.... يهتدون بها ثانيا.

لا اريد ان نسمي الاسماء بمسمياتها ، كون لم يعد في فهرس المواليد الفنية و الادبية و الثقافية اسما على مسمى ، و لم يعد على جغرافية الابداع ممكن الامكان اكثر مما كان.

سوى الفوضى ، و الضجيج و العجيج و التهريج - على حسب تعبير عميد الادب العربي د. طه حسبن -  و كذا المباح و عدم " الغيرة" على الموهبة و الملكة الابداعية بصفة عامة .

العودة الى الكلاسيكيات هي الحل ، المذهب الاخلاقي ، اخلقت المهنة و الحرفة قبل كل شيئ ، اي بما ينبغي ان يكون ، و ليس بما هو كائن.

وعندما تجد رجل الثقافة في حاجة الى ثفافة ، و رجل الادب في حاجة الى ادب ، و رجل الفن في حاجة الى فن فلا تنتظر اغنية مما سماها ابن خلدون في مقدمته ، و لا تنتظر مسرحا عالميا مما نادى عليه " ارثر ميللر" او " يونسكو يوجين " ، و تنتظر لوحة فنية وطنية   : " بيكاسو " ، و لا غير ذلك مما يحافطون و يتحفظون عليه هؤلاء (...) الجدد الذبن يجددون العبث ، التفكك ، التفتت ، العدمية ، و الهروب من المجتمع !.

اوصلونا الى هذا العنوان الكبير ، اللافتة الكبيرة عنوانها : " فاقد الشيئ لا يعطيه ".

" اسيدي اعتبرونا مجانين و اسمعوا اقوالنا و ما ديروش براينا " كما يقول المثل الشعبي الجزائري .


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *