يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 29 =
في عموم الحوارات، لا تكمن المشكلة في مادة الحوار و مفرداته و موضوعاته،
بل في عظمها مشكلات الحوار مبعثها منهجية سفيهة، و إدارة فاشلة، و تزمت مقيت، و
عدالة مفقودة.
<><><>
فأيما حوار خلا من منهجية سليمة، و إدارة حكيمة، و من وعي و فهم و كياسة و
لباقة - يتحلى بها رجالات الحوار - فذلكم حوار عقيم لا تتمخض عنه أدنى فائدة ولا
يقترب من أدنى حل إيجابي
<><><>
إن تخلف "منطقية" الحوار يعني تعميقا و تجذيرا للمشكلة التي يراد
حلها، بل كم من حوار - خلا من منطقية - كانت النتيجة فيه: عراكا و سبابا، و شتائم،
و مجانبة للأدب، و بذاءة في اللسان !
<><><>
ترى ؟ ما هي أسس الحوار المنطقي ؟ وما هي دعاماته و أركانه و ثوابته ؟
و متى يكون الحوار منطقيا، إيجابيا ؟ و متى يكون غير ذلك ؟
<><><>
أيها الأحباب:
الحوار المنطقي حوار متوافق متناغم مع الطبيعة - أي: يتوافق الحوار المنطقي
مع تجليات الأشياء الطبيعية التي لا دخل ليد الإنسان فيها، سواء بتغيير في شكلها و
مضمونها، و سواء بتلاعب بفطرتها التي فطرها الله تعالى عليها -
و بمعنى آخر نحن نتعلم روعة الحوار و منطقيته من خلال محاورة الأشياء
الطبيعية فيما بينها في لوحة الوجود
<><><>
أيها الأحباب:
في منشور لاحق أبين و أشرح لكم هذا الكلام، فترقبوه جزاكم الله خيرا
<><><>
- وكتب: يحيى محمد سمونة -