مصطفى حامد جاد الكريم
علم الجمال
.
الجمال شعور
وعلم الجمال يحاول معرفة القوانين التي تسبب هذا الشعور
لكننا نعرف ان الشعور بالجمال نسبي
فكيف تكون له قوانين موحدة
فجمال الموسيقي مثلا قد يختلف من شعب لشعب
يمكن أن نقول أن له قوانين اساسية مع اختلافات نسبية
فمثلا بالنسبة لجمال الوجه
هناك التماثل النصفي
والنسب بين أجزاء الوجه
لكن الا يمكن اننا نحس بجمال التماثل والنسب لأنها "مألوفة" لنا
ربما
وهذه القوانين موجودة داخلنا
في الذات أو المخ مثلا
وهي التي تجعلنا "نشعر" بالجمال
اما الاختلافات النسبية في الشعور بالجمال فإنها أكثر تعقيدا
وشعور الجمال يصحبه شعور بالراحة والسمو
والجمال الفني أكثر تعقيدا من الجمال المادي
لأن "الراحة" التي يسببها لها شق مادي وشق نفسي تكيفي
الشق المادي يتمثل مثلا في سلامة اللغة وسلامة العروض في الشعر العمودي
وسلامة العلاقات الموسيقية في اللحن
والشق النفسي يتحقق من خلال المجاز الذي يخلق عالما وهميا مجازيا
"يريح الذات" مؤقتا
اثناء الابداع أو التلقي
ولغة المجاز لغة معقدة تشبه لغة الاحلام
كل هذا لنعرف ما يسبب شعور الجمال
لكن ماذا عن صناعة الجمال
من يصنع الجمال
جمال الطبيعة يصنعه الخالق
فماذا عن الجمال الفني كجمال المعمار والموسيقى والأدب والرسم
هذا الجمال يصنعه المبدعون او الموهوبون
الذين آتاهم الله الموهبة ليجددوا جمال الوجود
فجمال الطبيعة هبة من الله
وجمال الفن هبة من الله
لكن ما هي الموهبة
الموهبة من وجهة نظري هي وظيفة او برامج عقلية تعمل بعيدا عن الوعي وتخرج
نتائجها الى الوعي الذي يراجعها ويسجلها
وهذه البرامج تصنع الجمال الفني غير المسبوق بشقيه الجمالي والتكيفي
وهذه البرامج نفسها هي التي تساعد المتلقي على تذوق الاعمال الفنية جماليا
وتكيفيا
هذا عما يسبب الشعور بالجمال وصناعته
اما شعور الجمال نفسه فلا نعلم عنه الكثير
انه سر من أسرار الحياة
واذا أردنا أن نضع مفهوما فلسفيا
فربما الشعور بالجمال خطوة في الطريق إلى جمال الله تعالى
وهو ما يسعى اليه المتصوفون
ولذلك احيانا اثناء الاستغراق في العبادة نشعر بالسمو والجمال الروحي
فعلم الجمال يبحث عما يسبب الجمال
وفلسفة الجمال تبحث عن معنى الجمال
وطبعا هناك بحوث كثيرة في هذا المجال
لكني هنا عرضت وجهة نظري
والله اعلم
