عاشور الزعيم
مَتى أخرجُ من ذاكرتِهم المُظلمةِ
عند طلوع قُرص الشمس
من مَخدعه ..
ذهبياً بنقاء ليلةٍ كاملةٍ قضيتها ،
في حِنيَّةٍ لذيذةٍ ..
مع حبيبتي .
وطلوع نسمات الهواء الباردة من شقوق
الأرض الليليةِ .
عندما تهزُّ فروع الأشجار نفسها ،
ليرقُص الورق مُبتهجاً ..
بنهارٍ جديدٍ .
لمَّا يظل القمر حتى الظهر مُحتجاً
على غيابه مُبكراً كل صُبحٍ .
حين تأخذني ذاكرتهم المظلمة ،
في دهشة مني ..
وهم يتسامرون عني بُهتاناً وزوراً ،
ثم يتقاسمون سموم سهرتهم السوداء ،
أكون أنا أغُطُ في نومٍ عميقٍ ..
ألهوا مع ملائكتي .
ما يُقلقني حقاً ..
خصامهم من أجلي ..
انشغالهم بي ..
تفتيشهم عن أشياء لاتهمهم ..
تقليبهم في مشاهدٍ قد لا أكون أعرفها
ولا صلة لي بها ..
يتعمدون إلصاقها بي ..
ثم ينفضون غُبار غيبتي على الأرض
يرحلون كل في طريق .
كالنملِ إذا انقطع تابوره الذي يسيرون فيه تاهوا في الأرض .
هكذا هم بذاكرةٍ مُظلمةٍ .
عموماً سَأستمرُ في تجاهلهم
محاولاً أن أقطع طريقي أسوي آثار جُرَتهم ،
أكتب على لُحَاءِ الشَّجرِ
- الحُب باقٍ -
مُوتوا بغيظكم .
أَتنمَّسُ في أولِ الليلِ ..
بصوتٍ عذبٍ " لفيروز " وهي تغني
" حبيتك بالصيف " ..
أستنشق ما تبقى من هواءٍ نقيٍ ،
خَارجٍ لتوه من صدرها .
أُرسلُ لها قُبلة مَلفوفة في أشواقٍ ،
كانت على ضُرفِ شباكها ،
تَستعدُ للدخولِ .
في سهرة خاصة جداً
سوف أحكي لها قصتي مع هذا الوطن ،
المُشوه وجهه .
وهذه الشوارعِ والأزقةِ التي أخذتْ
مني راقاتٍ ..
وسابتني طَريداً .
كُنتُ أعرفُ أن حظائرهم ..
لا تليق بي .
الأن أودع العالم وأنا حَزين ..
مَفطورُ القلب ..
مُشققُ العَينين بلا ذاكرة ..
كل جراحي غاضبة ..
حَقها تثور ..
تَفتَري كحرارةِ شمسِ " يوليو " ..
أو كَجمرةٍ اشعلوها الحرافيش في مَساءاتِ هَابطةٍ .
لكنني إن وَضعتْ كَفها تُربِّتُ عليَّ ،
وألقتْ مَحبَّة مِنها ..
سَأُبعَثُ من جَديدٍ طَازجٍ ..
كَقطعةِ شيكولاه .
كَرسالةٍ بريديةٍ تقول فقط ..
إلى حبيبتي .
________
______________
عاشور الزعيم
الداخله مايو ٢٠٢٣
