حامد حبيب
شبَح
قصة قصيرة
-------------
منذُ عُمرى الأوّل وهى تُمثِّلُ
عندى أغلى الأُمنيات..
كنتُ أُحسُّ حنانَها يسرى
في عروقي ، وهي تمدُّ
أكُفَّها نحو كَتِفي ... أميلُ
برأسى على صدرِها ....
كنتُ طفلاً بخيالاتٍ ملائكيّة ...تجاوزتُ عُمرَ الطفولة
..أتحسّسُها...ليس لها وجود..أبحثُ عنها...غائبةٌ عنّى
..أمضيتُ عُمراً في البحث..........................................
عثرتُ عليها..ومن فرطِ حنينى
،ارتميتُ في حضنها فرِحاً... عانقتُها
بحرارة...كانت باردةً برودَ
الثلج... لم أعبأ... أحاولُ إعادةَ
صياغةِ العلاقةِ القديمة بايِّ
شكلٍ من الأشكال...
نظرتُ في وجهِها
أتامّل ملائكيةِ الوجهِ القديم،
ألفَيتُ وجهاً متوحِّشاً مُرعباً...سقطتُ مغشيّاً عليّ...
صارت شيخاً مُخيفاً لايزالُ يُلازِمُنى.
_____________
حامد حبيب_مصر
من مجموعتى القصصية "سنمّار"
يناير٢٠٠٢م