حامد حبيب
:::::::::::::::( الحدودُ الفاصِلة):::::::::::::
قصة قصيرة
خرجتُ من ذلك المكانِ الضيِّقِ ،
أبحثُ عن
آخَرٍ بعَينِه،سمِعتُ عنه كثيراً،لكن لاأدرى…لماذا يتشبثون بهذا المكان
ولايرحلون للآخَر؟!
دفعتنى رغبتي المُلِحّة إلى الفرار والعبور إلى هناك ، فخيالى تشبَّع
بصورتِه الجميلة،وكل خطوةٍ أخطوها يزدادُ الأملُ بداخلى..
مابين المكان الذى تركتُه والاخَر الذى
يفيضُ حركةً وحيويةً واتّساعا ،
مساحاتٌ واسعةٌ لمقابرَ
كثيقة متجاورة،هي الحدودُ الفاصلةُ بين هنا وهناك..الرياحُ عبْرَ هذه
الحدود تموجُ بصفيرٍ مُرعِب ، وأشباحٌ تبدو وتختفي... انقبضَت نفسى
بداخلى …تقدّمتُ بحذرٍ محاولاً نزع فتيلِ الخَوف، لكن مع كل خطوةٍ يزدادُ صفيرُ الريح،وتكثُر الأشباحُ في تحذيرٍ
شديدِ اللّهجة
إمّا العودةُ سريعاً
وإمّا الموت
تشكّلت من الأصواتِ
عبارة:
"هنا دُفِن
كثيرون"
__________________
من مجموعتى"راتشاك"
نوفمبر٢٠٠١م