جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

من ينقذ ( الموت) من الموت

 

من ينقذ ( الموت) من الموت

العقيد بن دحو

 

جل الحضارات الانسانية في مجرى الزمن ، و مما قبل التاريخ / ما قبل الميلاد. تحدثت في ادابها و فنونها و ثقافاتها عن ( الموت) !.

حاولت جاهدة ان تسامت الاسم بالمسمى بالطباع. لغة و اصطلاحا و فيلولوجيا. و ان تتعايش معه على ما يسببه من الام و مواجع فراق الاهل و الاحبة.

ولعل اليونان حاضرة الاغربق اقتربت اكثر من الموت. و حاولت جاهدة ان تبدد ذاك الهاجس المجهول المعلوم و ان تحتويه ، كما احتوت العديد مما كانت تخشاه تقربه من العامة حتى اذا انتقل من الحلم الفردي الى الحلم الجمعي صار بطلا. او نصف اله او اله بالمرة كان يصير اسطورة او خرافة او ميثولوجيا.

فالديانة اللاهوتية كانت تعرف ( الموت)    لذا يقوا الشاعر الدرامي يوريوبيدس : على المرء ان يسعى و يسير الى الموت الذي يعرفه !.

اذن الذهنية الاغربقية الكلاسيكية الاخلاقية كانت - و لو على مضض- تعرف هذا الموت. بل  كانت ان سمته ( هادس) و شيدت له مملكة تحت الارض يسمى ( هديز).

ولعل ملهادة الضفادع للشاعر ارستوفانز ، واحجة نن تلك الدراما التي اشير الى حياة اخرى للاموات تحت الارض ، لهم ما للاحياء فوق الارض من ظواهر اجتماعية...  !

تقول الاسطورة : كان ( اورفيوس) فتى جميل احب ( اوريديسي) حبا جما و تزوجها. قيل كان شابا عازفا ماهرا ، صنع اوتار قيتارته من حواجب عشيقاته ، و لما ماتت زوجته حزن عليها حزنا شديدا ، حتى قيل كان يسمع بكاءه و نحيبه عليها الى مسافات بعيدة. مما اشفقت الالهة عليه. فاحبت ان تعيد له زوجته من (هديز) شريطة اللا يلتفت اليها. و في منتصف الطربق غلبه نواحه و اشتياقه اليها ؛ فالتفت اليها فقتلته امراة (تراشيه) !

هذه الاسطورة (العقدة) ، عالجها الفنان المخرج المؤلف ( كوكتو) في اخراج حديث. حيث اعطاها معان حديثة و جعل فلسفته تجري مجرى الدم في ابطاله و في جمهوره. و اكيد عندما يتلقي الكبار على ركح واحد. كوكتو من جهة تاليفا و اخراجا. و الفنان الرسام العالمي بيكاسو من جهة اخرى.  ستتبدد المخاوف و تختفي الهواجس حول الحديث عن الموت ، بل يصير الموت واحدا منا نخشى عليه من الموت ذاته !؟.

تنتهي الاسطورة بقتل لورفيوس نفسه جراء كتابته لعبارته الشهيرة :

Madame Eurydice reviendra des enfers

وهكذا يتحول المدهش الوهمي الى حقيقة. و لقد لاحظنا العديد من المعجزات و من شدة تعودنا عليها لم تعد تعتبر معجزات . حتى قال بيكاسو المعجزة تتم كلما استحممنا . انها لمعجزة فعلا الا نذوب  في حوض الاستحمام كقطعة  السكر !.

ان مسرحية اورفيوس هي تامل في الموت بامتياز ، حيث انقذ كوكتو الموت ذاته ، من الاختفاء بالفراغ ، حتى  ليمكن القول الموت في المسرحية ينقذ من الموت  و من مصير اللاشيئية . نجد كوكتو متنقلا بين الحياة و الفراغ.

اورفيوس استطاعت ان تحول اسطورة الموت كما هي عند الاغريق او وهم الموت الى شيئ باهر في حقيقته ينجذب اورفيوس ، قي بداية المسرحية ، نحو الموت عن طريق الحصان الذي جاءت رسائله من مملكة الموت ، ثم ينجذب اليه. و بشكل اقوى ، بموت اوريديس . بتصور كوكتو الموت كبديل سحري للحياة ، و مرور عبر المراة ، فقد لتلك الحدود الفاصلة بين الحياة و الموت صلابتها و احكامها.

و هكذا مع التقدم الثقافي للامم و الشعوب ، و لا سيما اللغوي و الديني ارتبط الموت بالحصانة الدينية ، و بالتالي ضمن الميت حياة اخرى في دار اخرى ، يراها المتدينون انها خير و ابقى.

اذن في الحقيقة ، الحقيقة العارية التي يجب ان تلبس بعض جلبابها كيما تكون مثيره و الا اصبحت مملة رتيبة تصيب بالملل و الكلل و الفشل.

و مع ذلك الموت  لا يزال يشكل الهاجس القلق ، الزائر الثقيل  لا يطرق بابا و لا يضرب موعدا.

ثم تقول الاغريق ، من يا ترى يقبل من غسق غاسق. لا يؤوب منه مسافر !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *