خصومات العصب الفنية الأدبية الثقافية
العقيد بن دحو
من اصعب الخصومات و أشدها وطأة من الحسام المهند ، توشك ان تصير فتنة ، مثل
ما هي عند فئة ، جماعة ، قربى ، فريق الفنانين / الأدباء/ المثقفين.
تبدو اوضاعهم و احوالهم غير طبيعية ؛ اذ
خصومات السياسة - الغاية فيها تبرر الوسيلة ، او حتى الغاية هي الوسيلة ،
سواء الميكيافلية او الماكلوهانية ؛ او لا عداوة دائمة و لا صداقة دائمة - بينما
عداوة الفن و الأدب و الفكر و الثقافة متعلقة، بالمجايلة، اي لعبة الجيل ، فسرعان
ما يبدأ الجيل بداية فريق ابداع ، لكنه سرعان ما يتوقع على الذات ، و يحتكر الكلمة
و المعنى و الحياة. بل يمنع الجيل الذي يليه من الوصول ، و لا سيما الشباب منهم.
ان دراسة منهجية لسلم هرم الأعمار، عبر القرون ، تؤكد أن جيلا من الكتاب المبدعين المثقفين لا يظهر قبل أن
تكون اكثرية الجيل السابق قد تجاوزت الاربعين سنة. وكل شيئ يحدث و كان الازدهار ،
التقدم ، النقل، التحول غير ممكن الا بعد تجاوز ما يسمى : " بعتبة
التوازن" . و عندما يضعف جيل الكتاب
القائمين بحيث يرضخون لتاثير الشباب.
ومن هنا جاءت تلك الكلمة التي كانت شائعة ابان التسعينيات : " الدعوة
لقتل الاب" !
بالطبع ليس الاب البيولوجي الطبيعي ، و انما الأبوين معا ، الأدبي منه ، و
كذا النفسي الفريودي، من حيث الطفل ابا الرجل و الطفل أبا الإنسان، و من حيث
الأسلوب هو المجتمع كما يقول(بوفون).
الفريق هو مجموعة المبدعين، من مختلف الأعمار، مهمته ان يستغل بعض الاحداث
فياخذ المبادرة ويحتل المسرح الأدبي ويسد الوعي او بلا وعي ، منفعة لمدة من الزمن
، حائلا دون أن تحقق المواهب الجديدة ذاتها.
ان هذه الصراعات الأدبية التي تبدو طبيعية ، لكنها سرعان ما تتخذ اشكالات
سياسية اجتماعية و إقليمية جغرافية. فمن الجغرافية تنزلق بسرعة للاقليمية ، ومن
الاقليمية نحو العنصرية .
من هنا أوجب تدخل الوصايا كوزارة الثقافة حتى لا تتحول إلى حقد اجيال
يتوارثونه.
ان احتكار المسرح الأدبي الفني الثقافي في يد فئة معينة او فريق معين من
الفنانين او الأدباء او المثقفين ظاهرة مرضية تتطلب المعالجة الموضوعية.
وعدم احتكار السلطة الادبية او جمعية معينة ترعى بالشان الثقافي العام.