حاجة الدولة. الإغريقية قديما إلى رجال ثلاث(الكاهن،المحارب، والشاعر)
العقيد بن دحو
يقول الشاعر السيريالي من
يوميات " قلبي عاريا" / Mon Coeur
mis a
nu .
ثلاثة نموذج من البشر هم
فقط الذين يستحقون الاحترام،وفق مزاج الفنان وهم: الكاهن او الخراف والمحارب و
الشاعر.فينسب إلى الكاهن فعل العراقة او المعرفة ؟ والا المحارب فعل القتل ، و إلى
الشاعر فعل الخلق.
واذا كانت هذه الأدوار
الثلاثة التي تشكل أسطورة فنان فهي اقتباس يونانية صرنا لمشكلة او تكون الدولة
الاغريقية بمعنى ،(بوليس) ،/ Polis اي الدولة او المدينة الأحسن معلم.
ما أشبه البارحة باليوم و
نحن نبحث يمنة و يسارا ما يليق بالدولة من مجالس مناسبة ومعينة و من رجال و يومك
المرء أن لا يجد قد بقي منهم أحدا.
لا أحد يعرف من اين جاءوا
و إلى أين ذهبوا فقط انهم جاءوا وسجلنا حضورهم في مسرد أبطال ورجال الدولة ثم
غادروا الزمكان و الحدث معا.
بمعنى ان الدولة
الاغريقية القديمة كانت تبحث عن رجال مبدعين موهوبي خلاقي وعارفين و مقاتلين حتى
الرمق الأخير.
الإبداع لعبة الدولة
الاغريقية ولعبة الإله الاغريق المتعدد وما يبقى بعد ان تشعر الدولة بالانهيار و
بالنهاية او بالتهديد.
هؤلاء الرجال الثلاث بفضل
ما انتوا من بصيرة و قوة تبصر ادرى اكثر من غيرهم...قدرة الاستشراف بما يحاك ضدهم
نطرا لاحساسهم المرهف وسلامة وظائف حواسه من الشوائب و التعكر.
لذا كانت الدول الغازية
للمغاربة في بداية الأمر تحاول أن تخرب العلاقة بين الطبقة السياسية الحاكمة و هذه
الفئات الثلاثة حتى إذا ما اشتد صراعهم ازدادوا تفكها وتشرفنا، وصارت الدولة بلا
روح و بلا حواس و لا استشرافهم مما يسهل غدوا بين صبح ومساء كحالة البرابرة
(البيسيسستراس) إيران حاليا و الفرس سابقا .
ما احوج الدولة الحديثة
اليوم و القديمة غدا إلى رجالات فكر و ثقافة والى محاربين ورجال دين لتثبيت أركان
الدولة. دولة لاتقول بزوال الرجال ، عندما يدخل فعل المعرفة ، وفعل الخلق ، وفعل
القتل _ ايس قتل الروح_ انما القديمة من وراءها القدرة على الهدم و التجديد وفق
تلك الفكرة ابني تغير وجه المحيط لل وجه العالم.
ان الدولة الني تعتمد على
صنف واحد من الرجال ( اداريين) فقط على سبيل المثال هي دولة تفكيرها خط مستقيم
رتيب مستمر مع الايام يضعف و يتلاشى ،دولة ضعيفة ؛ بل تؤول إلى الإشكالية و الفشل
و الفقر، و الفقر دية الكسل كما يقول الشاعر (،هزيود).
لم تعد الناس تؤمن
بالتفكير الأحاديث لقيادة الدول الناجحة. انما و فق ما يصلح عليه بالعصف الذهني ،
عندما يلتقي على طاولة واحدة قائدا سياسيا محنا ورجال دولة ثلاث : رجل دين و عسكري
جندي قائدا ؛ و مثقفا.فسوف ترون العجب.
هذه ليست جمهورية افلاطون
و انما عين العقل و عين الصواب ، عندما تضخ الدولة في ركبها دماء رجالات جدد من
اصناف مختلفة لتقوى على الحراك التنموية و الازدهار من جديد ، والا نظل ندير في
حلقة مفرغة ننتظر الجديد من مدخلا من نفس الزمان و المكان و الأشخاص؛ شعار كلاسيكي
من القرن الخامس قبل الميلاد : (في يوم واحد و في مكان بتم فعل واحد لشخص واحد ).
ونختمها بهذا الأثر
الاغريقي ايضا من مسرحية (اونتجون) الكاتب الشاعر النراجيدي (صوفوكليس) ، أين
يجيبها الابن (هيمون) أباه(كريون) أين يشتد الحوار :
_ كريون :
أليست الدولة لمن يحكم ؟
_ هيمون : آت
الدولة لم تخلق لرجل واحد !
_ كريون :
عموما انساها هناك أرض أخرى يمكن أن تحرث.
_ هيمون :
على من تحكم اذا كان البلد فارغا.
_كريون :
انساها لقد ماتت.
_ هيمون : ان
ماتت سيتبع موتها رجل آخر.
سأتركك نهبا لاصدقائك
الذين يتملقونك...
فانظروا كم من أبناء مبدعين
لم تعط لهم الفرص ليبدعوا في أوطانهم و بالتالي تركوا الجمل و ما حمل وتركوا
اباءهم المسؤولين نهبا لاصدقائهم الأعداء بالداخل و الخارج ، معرضين الوطن إلى خطر
داهم.