جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبملتقى النقد الأدبي العالمينقد

الرواية فى العصر الحديث" (١)جذور كتابة الرواية فى مصر والعالم العربى:

 

            "الرواية فى العصر الحديث"

(١)جذور كتابة الرواية فى مصر والعالم العربى:

¶| مؤتمر"ملتقى النقد الأدبي العالمي¶|

  _ اليوم السابع (٢٧ يناير ٢٠٢٣م)

  


  ------------------------------------

            "الرواية فى العصر الحديث"

(١)جذور كتابة الرواية فى مصر والعالم العربى:

    """""""""'""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

   عرفت مصرُ  والعالمُ  العربىّ  الروايةَ  فى  العصر الحديث   عن  طريق   الاتّصال  بأوربا ،  من  خلال الترجمة  والرحلات  والبعثات.....وهذا   لا يمنع   أنّ تاريخَ الأدبِ العربىّ القديم حافلٌ بالتراثِ القصَصى

على مدى عصوره.

وقد مرّت الروايةُ العربية بعدة مراحل، هى:

مرحلة الترجمة _ التعريب والتمصير _التأليف غير الفنّى ،  ثم  مرحلة  التأليف  الفنى ..أى  خصوصية التأليف المُستقل ، بعد الوصول لمرحلة النُّضج .

_ وكان  أكثر  الترجمة  عن  الإنجليزية  والفرنسية

نتيجة   للحملة   الفرنسية  والاحتلال   الانجليزى، ومحاولات  الترجمة  عن   روائع   الأدب  الإيطالي والإسباني والروسى والألماني.

_وبدأت  الترجمة  على  يد  إمام النهضة فى العصر الحديث(رفاعة الطهطاوى) ، الذى ترجم"  مغامرات

تليماك" للكاتب الفرنسي (فينيلون) ، والتى أصدرها عام ١٨٦٧م تحت عنوان" مواقع  الأفلاك فى وقائع تليماك".

_وجاءت مرحلة التعريب والتمصير ، التى لايتمسك فيها  المترجم  بترجمتها حرفياً ، وانما  يكتفى بنقل مضامينها  الرئيسية  فقط ، ثم  يخلع  عليها  أماكن عربية  أو مصرية  ،  وشخصياتٍ  وروحاً  عربية أو مصرية كذلك ، مما أتاح لقدرته الفنية أن تتحرّر من أسر الترجمة الحرفية ،وتقترب من التأليف المُستقِل.

ولعب (المنفلوطي)  دوراً كبيراً فى  تعريب وتمصير

كثير من الروايات، فكان يقتبس الفكرة ويخلع عليها من أسلوبه وشخصيته،كما فعل فى رواية"مجدولين

 أو فى "ظلال الزيزفون".

_ وكانت مرحلة التأليف غير الفنّى ، الخطوة الأولى نحو التأليف الفنى، إذ يحاول المؤلّف فيه أن يكتب عملاً فنياً على غرار الروايات الاوربية ، لكنها قريبة من الأعمال الشعبية الدارجة ، كما  فى رواية" وادى الهموم" ل (محمد لطفى جمعة) التى  صدرت  سنة

١٩٠٥م، وكانت حسداً من المآسى، فى أسلوب إنشائى يستدرّ الدمع ويثير الشفقة.

_وجاءت مرحلة التأليف الفنّى، بدايةً برواية "زينب

ل(محمد حسين هيكل) عام١٩١٠م ،  والتى  اعتبرها النقاد  أول رواية  فنية   فى  الأدب  العربى ، والتى تناولت الحاجز الطبقى الذى حال  دون  إتمام زواج حبيبَن ،  بين  ( حامد )  من طبقة  المُلّاك  الأغنياء، و(زينب) من طبقة العاملين الفقراء.

ثم  ظهرت  أسماء  كثيرة  فى  تلك  المرحلة_مرحلة التأليف الفنى _ ممّن تخرّجوا  فى  الجامعة  ، أمثال: نجيب محفوظ ،السحّار ،إحسان عبد القدوس ، على

 أحمد باكثير ،يوسف السباعى ،ثروته أباظة ومحمد عبد الحليم عبد الله.

_وتعدّدت أنواع الرواية ، فكانت هناك :

الرواية الواقعية ،الرومانسية ،التاريخية والعلمية.

___________

(٢) الرواية الجديدة :

وتاتى  النظريات  فيما   بعد  الحداثة ، لتسعى سعياً دءوباً نحو خلخلة الأبنية والمفاهيم  المستقرة ، فى محاولة  لتأسيس مفاهيم  تقضى  على أىّ  أمل فى ألثبات ، حتى فى مفهوم "البنية" ذاتِه  الذى  أصبح مرفوضاً، وصار مفهوم الكتابة يمثّل  تحدّياً   لفكرة البنية ، التى   تفترض  وجود   مبدأ   ثابت ، تراتبية للمعانى وأساس صلب، وأن هذا التمرد على الأنظمة والأيديولوجية   صار  يواجه  بقوة   تلك  الشعارات القديمة ،  وهذا  معناه  أن  النظرية  الأدبية  مازالت تعيش صورة جديدة  من  صور الصراع  الأولى بين القديم والجديد، والثابت والمتغيّر.

كما  تعرّضت  مقولة  "النوع الأدبى"  لهجوم  عنيف، باعتبارها  واحدة  من المقولات  العتيقة  التى بدت كأنها   نوع  من  السلطة   المفروضة   على   الكُتّاب والكتابة ، إذ  أنّ  الأنواع  لم  يعد  لها  ثباتها القديم، وأصبح كل نَصّ جديد كأنه نوعٌ فى ذاته، فتضاءلت قيمة  النوع  الأدبى ، ولم  تعُد  تحتل مكان الصدارة الأدبية فى هذا القرن، إذ أن النوع يتم تعريفه  وفقاً لشكله الخارجى بين الطول أو القِصَر، ويقترح النقاد أن يكون  كل  عمل  نوعاً  فى  ذاته ، ويقترحون أن يكون هناك نوعان : أدب ، والأدب ، وصارت نظريات النوع  الحديثة  تتعامل  مع النوع  الأدبى ،  باعتباره مفهوماّ مرِناً ومفتوحاً، يسمح بالتعدد والتداخل ، أى مفهوم يطوّر نفسَه مع الزمن،

وكل كاتب متميّز يغيّر من طبيعة النوع، لتظل مرنة متطورة من عصر لعصر، ومن مدرسة لمدرسة، ومن كاتبٍ إلى كاتب.

إذن  هو  الإيمان  بضرورة  الحراك  والتغيّر والتطور المستمر، فلايمكن أن يبقى كل شي ثابت فيما يتعلق بالفكر البشرى والإبداع، وتلك طبيعة الحياة.

فتلك المرونة  تعطى  مساحة  أكبر  للتفكير والكتابة والإبداع … المهم دائماً هو كيفية التغلغل فى النفس البشرية والطبيعة والواقع والخروج بنتائج مؤثّرة ، عبر تخاطُب عصرى يجنى الإنسان المعاصر ثمراته ، يتاثّر به فيؤثّر بدوره  على  حركة  الحياة ، وينتظم عامل التأثير المؤدى  تغييرات  جوهرية فى النهاية، تلقى بظلالها على تغيير الواقع لافضل ماننشده.

…………

الرواية الجديدة:

  وإقرارُنا بوجود رواية عربية جديدة  معناه  وجود رواية  عربية  قديمة ،  أطلق   عليها  النقاد  الرواية التقليدية  أو الكلاسيكية ،  بدءاً  من  رواية "زينب"  ل(محمد حسين هيكل)حتى جيل (نجيب محفوظ) وأدباء  عصره  من  كتّاب  الرواية وفى الخمسينيات وبدء الستينيات.

وقد خضعت تجاربهم المتنوّعة لقالب جاهز ونموذج محدّد ، سايرَ  سُننَ  القراءة  فى  ذلك  العهد ،  وأدت بتجاربها المتنوعة الوظائف المناطة بها فى المرحلة التاريخية  التى  ظهرت  فيها ، واستطاعت أن تؤتى ثمارَها  وتخلق  قاعدة  من القُرّاء وتعمل على تثبيت جنس الرواية فى الثقافة العربية، وتجيب على كثيرٍ من أسئلة العصر الذى عاشت فيه.

ومع    ظهور    الرواية   الجديدة   ،  ظلت   الرواية الكلاسيكية فى الظهور  ، ولم  تنقطع  لمجرد   ظهور الرواية الجديدة ، بل ظل  نجمها  ساطعاً  ،  وتُوِّجَت بحصول (نجيب محفوظ)_أحد رموزها_على جائزة

 نوبل للأدب فى الثمانينيات.

لكن سُنّة الحياة التغيير، حيث ظهر مايُعرَف بالرواية العربية  الجديدة  فى  مُنتصف الستينيات ، وتضاءل جمهور الرواية الكلاسيكية تدريجياً،بعد أن استنفدت أدواتها الفنية،وأصبحت تتسم بالتكرار.

وبدت  رائحة  الرواية  الجديدة  بغير مُسمّى ، حيث جرى تداولها بمسمّيات عديدة ، قبل أن  يُتّفَق عليها من قِبَل النقاد على تسميتها بهذا الاسم.

وكان  أوّل  الأعمال  التى رفرفت تحت رايتها رواية

" تلك الرائحة" الروائى المصرى(صُنع الله ابراهيم) ، وإن  جاءت  غير  مصحوبة  بمُصطَلَح ، لكنه  ورفاقه أعلنوا  أنها  حلقة  أولى  فى  سلسلة  الأعمال الفنّية التى  تخرق   سُنَن   الكتابة  المألوفة  ، وتطمح  إلى الخروج عن منظومة التأليف السائدة فى الستينيات وماقبلها.

كما  صُدِّرَت روايتُه  "تلك الرائحة"   بكلمة   موجزة،، تعلن عن  بدء التأسيس للرواية الجديدة ، جاء فيها :

" إذا لم تُعجبك هذه الرواية التى بين يديك ، فالذنبُ ليس ذنبنا ،وانما العيبُ فى الجو الثقافى الذى نعيش فيه ، والذي  سادته  طوال  الأعوام الماضية الأعمال التقليدية  والأشياء الساذجة السطحية ،  ومن  أجل كسر المناخ الفنّى الذى تجمّد ، نُصمّم على هذا النوع من الكتابة الصادقة المؤلمة أحياناً…"

وكشفت  هذه  الكلمة  عن رغبة عدد  من الكُتاب فى بناء مشروع فنى جديد ، هدفه  القطع  مع  الموروث الأدبى، وخلق جماليات جديدة، وتغيير الذائقة الفنية

لدى جمهور الأدب.

وجاء  غياب  التسمية  بمنزلة   الفجوة  التى  أتاحت للنقاد  اختيار  مصطلحات  مختلفة  للتمييز بين هذه التجربة الفنية الجديدة وماسبقها من تجارب ، فكان هناك عجز  فى  ابتكار  تسمية  مناسبة  لهذا   المنتَج الأدبى  الجديد  الذى  ظهر  بشكل  مفاجئ ، قبل  أن تتهيّأ الساحة النقدية لتقبّله والتفاعل معه،فى الوقت الذى  حسم  فيه  نظراؤهم  فى  المغرب العربي  تلك التسمية ، حيث وقع اختيارهم على مصطلح"  رواية التجريب" أو "الرواية التجريبية"  ،  وهو   المصطلح الذى  اقترحه  الروائى  التونسي  (عز الدين المدنى) فى   كتابه   "الأدب التجريبى" ،  وإن   كان   الروائى الفرنسي (إيميل زولا) على  مشروعه  الروائى  الذى سمّاه:

"الرواية التجريبيةRoman expérimental" فى القرن التاسع عشر.

وقد  قصد  أصحاب  الرواية الجديدة  الابتعاد  عن المدارس  الروائية  المهيمنة ، فطوّروا  فى   الشكل، والحجم ، ولم  يراعوا  مبدأ  التوازن  فى  الفصول، وعدم الالتزام بالواقعية البحتة، بل امتزج الواقعى بالأسطورى والخرافى.

وفى البداية ، كان  هناك  نفورٌ  من  النقّاد تجاه تلك الروايات  الجديدة  ، خاصة  لما  شابها  من  أخطاء نحوية  وهشاشة فى اللغة ، إلى جانب  عدم   تقبّل هؤلاء النقاد لحركات التجديد  التى جاءت  مفاجئة

 ،فجاء الخطاب النقدى فى ذلك الحين  سدّاً  منيعاً عطّل تقبّل الرواية الجديدة.

وكان للمناخ السياسي فى ذلك الوقت دورٌ فى عدم

تناول النقد للإنتاج الأدلة الجديد، ،وذلك أن الحركة النقدية ومعها الوعى العام العربى، فى تطلُّع لرواية تُعيد للذات اعتبارها ،وتنفض غبار الهزائم العسكرية، وتشد  من أزر  الأنظمة  كالعادة ،  وتستنهض  الهمم للعمل    والاصطفاف    خلف    قياداتها    السياسية والعسكرية، فجاءت الرواية الجديدة عكس الاتّجاه، إذ   جاءت   أغلب   النصوص   لتنتقد   تلك    الذات المتصخّمة عند العسكريين والسياسيين، واستهزات بها، وساد تلك النصوص التشاؤم  والقتامة  ، والتنبؤ بمستقبل مجهول مُظلم.

وجاء   الخطاب   النقدى  حينذاك   مهادناً   للخطاب السياسى ، ومسايراً له فى اتجاهاته وتوجّهاته، وكان طبيعياً أن يُنظَر  إلى الأعمال الفنية  بمنظار السُلطة، سواء كانت  على  صوابٍ أو خطأ ، فلاتُقبَل  الأعمال الروائية المُنتقدة للأنظمة ، أو تسير  عكس  الاتّجاه.

إذن ،  لم  تكن  الرواية  الجديدة  مجرد   تغيير  فى الشكل    أو الحجم  ،    أو ذلك    الهيكل    الخارجى الكلاسيكي التقليدى ، وانما  تغيير  أيضاً  فى طبيعة الموضوعات والاتجاهات والرؤى والفلسفة، لذا وقف النقاد فى مواجهة أعمال ( صُنع الله ابراهيم ) ، فلم

 تُقبَل ولم  يطمئنوا إليها ، ولم  يستطيعوا  السيطرة على شكلها  فى معرض التوقف عند  تفصيل مسألة البناء الفنى، إذ كانت  البِنية هى المسألة الأكثر جدارة بالدراسة ، ونقطة  الارتكاز  فى فهم  مقاصد  العملية الإبداعية..كما أن أعمال(صنع الله ابراهيم)  تجاوزت واوغلت فى  نشر  فضائح  سياسية ، وبقيت  سلطة

 المنهج على أفعالهم أقوى من سُلطة النّصّ.

ولما   ارتفع  عددُ   المُنتسبين  لهذا   التيار  الجديد ، وتحوّلت الرواية الجديدة لظاهرة اكتسحت الثقافة العربية ، بدأ  النقاد  فى الاهتمام  بها  على نحو غير مسبوق، وأعتقد أن الذى آزرها جيلٌ جديد أيضاً من النقاد رأى فيها بُغيته،إلى جانب جيل سابق من النقاد بدت لديه قناعاتٌ بشأنها ، ولاننسى أن القارئ  ضمن الثالوث  البالغ  الأهمية ،  والذى  أشار  إليه  ( هانس روبارت ياوس) فى قوله : "إنّ  القارئ ضمن الثالوث المتكوّن من المؤلّف والعمل . والجمهور  ليس  مجرّد عنصر  سلبى يقتصر  دوره   على   الانفعال  بالأدب،

 بل يتعدّاه إلى تنمية طاقة تُسهمةفى صُنع التاريخ"

..فاستطاعت  الرواية  العربية  الجديدة  أن  تفرض نفسَها  على الساحة  الأدبية ،  لتجذب  أنظار  النقاد والقُرّاء .

وعندما   أعاد  النقاد  النظر   فى  الرواية  الجديدة، واهتموا  بمسألة  النشأة  ،  تبيّن   بكثيرٍ   منهم  أنها متاصّلة فى  التراث الأدبي العربى ، وتمتد  جذورها إلى ماقبل هزيمة١٩٦٧م على الأقل، حيث ذكر(إداورد الخراط )  أنّ  طلائع   الكتابة  الجديدة  بدأت  منذ الثلاثينات ، لكن  الظروف  التاريخية  لم تسمح  لها بالانتشار ، وذكر  أن المجلات الصغيرة  مثل"المجلة الجديدة"   التى  كان    يترأس    تحريرها  (سلامة موسي) ،ثم (رمسيس يونان) ، و"التطوّر" التى كان يرأس تحريرها (أنور كامل) كانت قد غرست بذور الأدب الحداثة والطليعى، كما تبيّن للبعض أن الرواية الجديدة نشأت فى إطار الاحتكاك  مع الغرب ، فهى محاكاة للرواية الجديدة  فى فرنسا ، والتى ظهرت فى الخمسينيات.

فجاء  بناء  الرواية  الجديدة  ليعكس  روح  العصر المتميز  بالاضطراب  والفوضى والتداخل ، وجاءت لغة  الخطاب القصصى  مزيجاً  متعدداً  من  اللغات واللهجات.

وهكذا  استطاعت الرواية  الجديدة _ رغم العراقيل التى صادفتها فى البداية_ أن تفرض سيطرتها على الواقع  الأدبى  وتلفت  نظر  القارئ   والناقد  ،  لانها استطاعت   أن   تتجاوز  حدود  الهيمنة  السلطوية

وتتناول دون هيبة كافة الجوانب والمساوئ بشكل يساير العصر فى كافة تقلُّباتِه.

—----------------

حامد حبيب_ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *