يحيى محمد سمونة
يتحاورون
= 28 =
من الضروري، أن يعرف المحاور منطلقات الحوار لديه. - بمعنى آخر: من الضروري
أن يكون المحاور على دراية تامة ب مبادئه التي ينطلق من خلالها محاورا - فإن لم
يكن ذلك فحواره عندها يتسم بتناقضات و سفاهات و خلل
<><><>
يرتكز الحوار دائما على ركيزتين لا ثالث لهما
فالركيزة الأولى، مفادها أن: الحركة تمضي تلقائيا في الوجود مدفوعة بقوة
الحياة !
الركيزة الثانية، مفادها أن: الحركة تمضي في الوجود بأمر تكويني من الله
تعالى - قوام الأمر التكويني : علم الله تعالى و عدله و حكمته في الوجود -
<><><>
فإذا انطلق المحاور من الركيزة الأولى، فذلك يعني أنه يرى الأمور تسير وفق
إرادة الإنسان و علمه و فلسفته و اختياراته، و ما يخطط له
و إذا انطلق المحاور من الركيزة الثانية، فذلك يعني أنه يعتصم عادة بأمر
الله تعالى في الوجود، فهو - أي هذا المحاور - يستبرئ من حوله و قوته، و يكل الأمر
إلى حول الله تعالى و قوته [ غاية ما يبديه المحاور هاهنا محاولته إيجاد صيغة
توافقية بين إرادته و إرادة الله تعالى في الوجود بحيث لا يخرج بسلوكه و أفعاله و
منطقه عما لا يليق بجلال الله و عظمته و أمره التكويني ( كن ) في الوجود
<><><>
- وكتب: يحيى محمد سمونة -