جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

هل الدولة في حاجة الى تماثيل

 

هل الدولة في حاجة الى تماثيل

العقيد بن دحو



دعنا نقر اولا : ان نكون عقلاء و نطلب المحال ، ان نهدئ اللعب و ان نكون متفهمين اكثر من ان نزيد للهشاشة (...) هشاشة .

لقد كثر في الاونة الاخيرة اللغط و العط و المط و الشطط على حسب تعبير د.طه حسين ؛  حول مشروع ( بناء) تمثال الامير عبد القادر فوق قمة جبل (مرجاجو) بولاية وهران ، حول مخططه الهندسي ، و مخطط الكتلة ، و الفني ، و ثمن تكلفته المالية و المادية دون التطرق الى الى الكم و الكيف البشري ، و تحديد وقت الانجاز.

وبالتالي اذا ما اعتبرنا المنجز المحتمل مشروعا ، فاننا بالمقابل نلتمس عدة ماخذ ؛ لا تفقد للود قضية.

فالتمثال منذ عهد الحضارات الانسانية الكبرى مما قبل التاريخ ، و لا سيما الاغربقية ، الرومانية ، الفرعونية ، الفارسية ، الهندية ، و الصينية . ذات الاصول الملحمية الكبرى سواء " الاوديسا" ، " الاليادة" ، " الانيادة " ، " ااشاهنامة " ، " المهابهارته "..... كانت التماثيل فيها تنحث و ليست تصنع ، فتمة فرق اذن بين (النحث) و بين ( الصناعة) .

ثانيا/ العمل المحتمل قائم على (جبل).

الجبل يقول (بلوتارك) : " كائن حي ؛ فالحجارة عظامه ، و النباتات و الاشجار غطائه و كسائه ،  و مياه ينابيعه اشعاره ".

ثالثا : بغض النظر كون الجبل كذلك ، و للسياسة احكامها ، الخشية ان تقوى و يعلو صوت اصدقاء البيئة بان ضررا ما سيلحق بالجبل و البحر و التغيير العام الذي يصيب الكورتيش الوهراني الجميل.

لكن وراء كل هذا : هل الدولة في حاجة الى تماثيل نحثا ام صناعة او.....؟

نقول نعم.

اذا كانت الدولة في حاجة الى معالم و شواهد لتحديد حدودها مع دول الجوار. فان التماثيل و مختلف الرموز و الاشارات الملموسة ؛ التي تقع تحت حس المواطن ، تحدد الحدود و المعالم الذاخلية.

ثاتيا / ان هذه التماثيل شبيهة بالتاربخ ؛ ناهيك ان كان صاحب التمثال رجل تاريخي بحجم الامير عبد القادر ابن محي الدين الجزائري.

اذ ؛ " لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ " كما يقول (مالرو).

وخاصة لنا تاريخ شاهد على قرن ماض بكل ماسيه التراجيدية ، خين بفكر الجيش و فق منطق جنون التاريخ ، اي و فق قوته التدميرية الاستعمارية الاستدمارية : حملة ( نابليون بونابرت) على مصر ، نابليون الذي عاش حياة اوروبا و ازدرد الجيوش. يوم وقف وجها لوجه امام تمثال ابو الهول ، تماما كما يقول المؤرخون و الدارسون في علم الميثولوجيا ، يوم وقف ( اوديب) على اسئلة ( الهولة) التي كانت تتغذى عن اللغز " الانسان".

و بالتالي جلب الخلاص اكافة سكان المدينة الاغريقية. يوم ذاك

ما اشبه هذه بتلك ، و نابليون بونابرت يقف نفس موقف اوديب.

ما الذي اجاب عنه نابليون بونابرت يقول الاسطوريون البنائبن اللغويين المرضى بالادب ، اللحظة هذه التي يتم فيها ( مؤارخة) الاسطورة و احالة الاسطورة الى تاربخ او كما يقول ( يانك).

هذه اللحظة بالذات لم يمهل نابليون فيها ( ابا الهول) بابنة شفة ليطرح سؤاله حتى امر باطلاق نيران مدافعه البارودية على وجه ابي الهول فهشم انفه.

و حين سئل نابليون لماذا (الانف) بالضبط ؟اجاب : اننا نحطم انفة وكبرياء امة باكملها.

ساعتئذ اتخذت الدول الغازية المستعمرة لدول اخرى ، من تحطيم التماثيل و الصور و مختلف الايقونات ايذانا و اعلانا بالسقوط النهائي لتلك الدولة التي استعمرت.

قد نجد هذه الحالات في تاريخنا المعاصر ، يوم اسقطت الولايات المتحدة الامريكية ثمثال الرئيس الراحل صدام حسين ، قد نجد هذا ايضا في سقوط تماثيل ( بودة) في جبال ( بورا بورا) ايذانا بسقوط نظام افغانستان ، قد نجد هذا يوم ان سقطت صور القائد الليبي معمر القدافي العملاقة من اعلى المباني و الواجهات الكبرى.

قد نجد هذا في دول الساحل و الصحراء مالي و النيجر و نيجيريا يوم اسقطت (بوكوحرام) اثار و المعابد الدينية و المزارات و كذا تحطيم و حرق و اتلاف العديد من المخطوطات الانسانية المصنفة عالميا.

اذا بناء او نحث او نقش التماثيل بالدول ، كدليل عن قيام تلك الدولة سياسيا اجتماعيا ثقافيا اقتصاديا و امنيا ، و سقوط الدول و كذا قيمها من سقوط تماثيلها و رموزها و مؤشراتها الفنية التقنية و البشرية.

التمثال ليس جمادا كما يتوقع البعض لا غناء فيه و لا روح فيه. انما هو حلم الامة و ضنيرها الاخلاقي الجمعي ، تجسد فنيا و هندسياوعمارا و عمرانا. اين بلتقي مهندس الروح الفنان كما قال ( سطالين) مع مهندس البتلء و التعنير على طاولة واحدة.

 الشاهد، الحارس، الشفبع ، الوريث ، الحريص على محاكمة المستعمر الفرنسي ، الجلاد ،  القائم  بالضرر.

و من ادرانا لعل تمثال الامير عبد القادر رمية من غير رام ، بمثابة ( محكمة ضمير) تنصب و تحاكم يوميا باسم الملايين من الشهداء و اصحاب الحقوق الجزائريين ، يقاضون المستعمر الفرنسي ، دون ان تطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها او بالاعتذار.

صحيح نحن الجزائريبن لنا ما يجعلنا نتوجس حساسية كلما ذكر لنا تمثال ما.... لنا ما لنا على ثمثال عين الفوارة بسطيف حين رمم احد اثدائه او ضرعه ، و لنا ما لنا حين اختلت مقاييس النسبة و التناسب في تمثال عبد الحميد ابن باديس بقسنطينة و كادت ان تتحول  الحالة الى ماساة.

و لنا مالنا مع تمثال مغنية الذي اختفى فجاة دون رجعة.

كل هذا يحدث لتماثيلنا لاننا لا زلنا لم نعرف ابعادها الحضارة و على من تنطوي من حدائق و احذاق خلفية بالماضي ، الحاضر ، و المستقبل.

ان الاعمال الفنية الجميلة الخالدة لا تفسر هكذا... و لا تعطى لها تفسيرات جزافا ، وانما تنجز و تنحث من ذاكرة المستقبل و ( تفسر) من مسرد كرونوس ( نفي اللحظة) او اية وحدة زمنية ، كونه ما يفسر على اساس اليوم قد يكون غير صالح غدا.

صحيح هو تمثال يبدو للكلاسيكيين التقليديين الاخلاقيين ستاتيكيا ، لكنه بالواقع تمثالا حدسيا متحركا على خطي الزمن و الفعل ، و ان الزمن لاله رحيم كما قالت الاغارقة القدامى.

لا يجب ان بفسر التمثال لا على اساس ديني و لا دنيوي ، و لا حتى  ينبغي التصريح بمنجزه المالي المادي ، كون في علم سوسيولوجيا الفن يطرح قضايا اخلاقية و تاويلات اخرى ، الدولة حاليا في غنى عنها.

الا ان دائما توجد معادلة تقربنا من الجانب الانساني و انسنة الانسان : حين يذوب الاستغلال المالي المادي في الاستغلال الفني التقني الاقتصادي.

امل في الاخير بعد ان خرجت تمثال وهران الى الراي العام ، صار الجميع معنيا ، سواء احب ام كره ، و بالتالي ان تناقش كافة الابعاد ز ان ينزل المعنيون الى القاعدة و ان يشرحوا للساكنة ما ينوون القيام به مع مراعاة طبيعة المكان اونثربولوجيا ، طبوغرافيا ، تغيرات المناخ ، الاهتزازات الارضية الزلازل ، حجم الرطوبة ، الصيانة ، المتابعة.

فخلف كل ثمثال قصيدة مجمدة ، حديث بالف صوت ، حتى اذا ما تعلق الشعب بشيئ صار قانونا.

اما السيف فلا يدل دائما عن الحرب ، بقدر ما بدل على السلم و لا سيما اذا كان في مواجهة البحر.  صحيح انه يمسك بالسيف ، لكن بالواقع انه يمسك بالحياة اذا ما اسقطنا المشهد على الحكمة الافريقية القائلة :"  انه يمسك بالحياة و يعيد توزيعها حسب قاعدة الجد و الاجتهاد و عدالة الثقافة.

نحن استمعنا الى تفسيراتكم باتجاه التمثال ، لكن للاجيال اللاحقة من حقها تفسيرات اخرى ، في عالم الفكرة تتغير باليوم الواحد بالف حلم ، و بالف كلمة ، و بالف فعل ، و بالف حوار في حدود انتشار ثقافة السلم و التسامح الدوليبن . و كذا في سبيل الحوار الحضاري الثقافي ، و التعايش السلمي بين الاديان ، و من اجل انسنة الانسان من جديد ، في عالم افتراضي اغترب فيه الجميع ، و صار ( الرقم) اله العصر الحديث ، اله النجاح ، القضاء و القدر الاغريقي القديم يقرر مصير البشر.

نعم للتمثال لكن لا تعزوا له تفسيرات مسبقة و لا تقاضوه ، كما لا تخضعوه لا لرائز التفكير ، و لا لمنطق المحاكمة المسبقة ، و لا لابداعية الابداع.

دعو الامر لمخرجات القول : " كي يزيد نسميه سعيد " .

في الاخير ماذا لو جعلنا خلف كل حادثة محرقة ( هلوكوست) استعمارية فرنسية امام مغارة الاغواط و الجلفة.

وتمثال اخر امام التجارب النووية لمنطقة حموديا بمنطقة ( رقان) جنوب الجزائر لجن جنون فرنسا. كونها سيدة العارفين على ماذا ينطوي عليه حدس التمثال.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *