جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

ازمةالنخبة المثقفة في الجزائر

 

ازمةالنخبة المثقفة في الجزائر

العقيد بن دحو

تبدو كلمة (نخبة) كلمة فضفاضة ، لا تستقيم في نمط مفهوم واحد موحد.

يقول (روبيرا اسكاربيب) : اني اعرف جيدا ما هي بشرظ الا يسالني احد ماهي  ؟!.

و اذا ما حاولت ان اجيب سوف يعتليني تلكؤ المفردات و تلعثم العناصر.

تبدو النخبة المثقفة في الجزائر تعيش داخل الدوائر الخربة ، حسب نطرية العوالم المتداخلة . منذ العشرية السوداء ، الماساة الوطنية التي هزت و ضربت المثقف في مقتل كعب اخيل الوحيد. و بعد ان رات النخبة المثقفة العاملة في حقل الفن ، الادب ، الثقافة و الفكر بام عينيها كيف يتحطم كل جميل انموذجا او امثولة . كان بالنسبة اليه بصيص الامل . الذي علق عليه كل الامه و اماله في غد جميل مشرق بسام.

وما كادت  النخبة تستفيق من صدمتها الاولى هذه ، حتى تلقت ضربة اخرى سياسية اتخذت في البدء شعار السلم و المصالحة في حدود انتشار التسامح اسا و اساسا ، حتى بدات تطالب بالبقاء في السلطة لتظل دار لقمان على حالها ، مما افرزت المرحلة جماعة ضغط اوليغارشية احتكرت الاخضر و اليابس ، المداخل و المخارج ، و اغلقت (اللعبة) - عميقة الجذور - على الجميع ، كان الضرر بحجم النخبة المثقفة كتلة ، لونا ، مساحة ، و حجما.

صدمة اخرى على جميع الاصعدة السياسية الثقاقية الاقتصادية الاجتماعية ، افرزت بدورها بالموازاة رجال مال اعمال مزيفين ، نافخي عجلات و اوداج !.

طيلة عشرون سنة و النخبة المثقفة تعيش بروبجندا الجنة الموعودة  صدقتها قلبا و قالبا  ؛ و عن حسن نية حتى قبل ان تراها.

اين انتقلت هذه النخبة المثقفة كالماء الذي يشكل اسطورة عنصره ، من حالة فيزيائية و كيميائية الى حالة اخرى ، بفعل الازمات التي مسته بالصميم. فاحرقت به المراحل ، اذ من كائن صار مثففا ، كما صار الجزار رجل مال ، و صار البناء رجل اعمال....الخ. كما انتقلت النخبة من حالة تجمد الى بخار بفعل الحرارة تصعيدا او تساميا .

وليته كان تصعيدا او تساميا فكريا ثقافيا ، لانقذ البلاد و العباد مما تعاني منه اليوم.

نخبة اوقعتها السياسة فخ  غريزة الصعود الى اسفل. عندما وجهت اليها ما يسمى ( الصفعة لاعلى) !.

وهو مصطلح اتخذته النخبة العربية المثقفة ابان هزيمة 1963 ، و تكررت الهزائم تلو الاخرى مع الكيان الصهيوني ، و حتى ان كانت الهزيمة عسكرية الا ان ارتداداتها اكثر وبالا عن الفكر و الثقافة ، و انتكاسة لمختلف النخب العربية على اختلاف مذاهبهم و مدارسهم الفكرية الادبية الفنية.

يوم صدق المثفف العربي بسيد كلام الزعيم العربي في قلعة وهم الصمود و التصدي ، يوم صدق شعار القائد العربي جمال عبد الناصر ، و هو يخرج من انتكاسة عدوان ثلاثي على مصر ، بشعار : " ارفع راسك يا اخي..  " !.

ومن مساوئ الصدف او من حسنها، والتاريخ حتى ان اوشك على النهاية ( فوكوياما) الا انه لا يزال قادرا - قي مجرى نهر الزمن - ان يعيد نفسه مرتين ؛ مرة في شكل ماساة و مرة اخرى في شكل مسخرة.

حين اعاد المقولة التاريخية الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة - تشابه مع القارق - في شكل : " ارفع راسك يا ابا " !.

وسواء كانت الراس اخا او ابا ، بالرفع او باي تنوين اخر ، او باي عنوان من عناوين افراد العائلة او القبيلة او العشيرة او الجهة حتى اذا ما انزلقت نحو الجغرافيا او الى العنصرية.

عشريتان كاملتان بالاضافة الى عشرية ماساة كانتا كافيتين لتدمير جيلا ثقافيا باكمله : التفكك...التفتت................العدمية....الهروب من المجتمع.... و اللجوء الى الخرافة !.

تبدو النخبة المثقفة اليوم اشد يتما ، رغم  انها اخذتها العزة بالاثم ، و الهزيمة و الانتكاسة داخلية متجلية على قراءة لوحة ردار الجسد الكاسفة الفاضحة.

تشير الى ان كل الماسي التي ضربت الجزائر ، سواء قبل الاستقلال او بعده و حتى اليوم ،  تبدو النخبة المثقفة في كل هذا ، و كانها مكونا لقطاع واحد ، لفريق واحد ، لجماعة واحدة ، لقربى واحدة ، لمصلى ادبي واحد ، او كتلة واحدة لجيل واحد ، يبدو متماسك العضوية.

اما في الواقع هو مقسوم اكثر من المقسم ، و مشعب الى فرق اجتماعية ، عرقية ، دينية ، مهنية ، جغرافية ، و تاريخية و مدارس فكر و جماعات ادبية .

بل الغالب الاعم ما يطغى على هذه النخبة المثقفة التطاحن و التلامز ، و التلاسن ، و المكائد ، و الحسد ، و البغض ، التنافس غير الشريف و غير النزيه ،  و قطع الطريق لوصول فريق جديد الى المجموعة يضخ دماء جديدة مما يعم الركود و الكساد !.

سرعان ما تمتاز النخبة بما تمتاز به السياسة من حيل و مكائد سياسوية ، و اعاجيب ميكيافلية ماكلوهانية ، الغاية تبرر الوسيلة او الغاية هي ذاتها الوسيلة ، كما هم في ذاتهم !.

كنا نعرف جيلا قبل الماساة الوطنية ضحت بالنخبة باسم الحداثة التي اوصلتنا الى نفس القديم يعاد في كل دورة ماساة تاريخية.

النخبة تعيش نفس الماساة عندما فشلت ان تخرج الجامعة من برجها العاجي الى الظاهرة الاجتماعية ، كما فشلت في توصيل و نقل الثقافة من الدائرة المثقفة الى الدائرة الشعبية .

اذ اصبح ما يميز الاشياء الى ما يميز الانسان ، اذ انتقل الطابع الصنمي للبضائع للبشر !

اننا نعرف جيدا ذاك البؤس الثقافي الذي تعيشه النخبة ، عبر اسلوب و نهج تسيير المرفق العام الثقافي ، المعين منهم و المنتخب

تلك التي ذهبت بالاتحادات و الجمعيات الى الجمود و الى المؤجل الى حين ،  في  زمن انفجار المعلومات قبل ان يرتد طرفك.

ثم على طرف نقيض : لماذا نحمل هذه الفئة الاقلة القليلة خراب مالطا !؟ ان تشكل الاسثناء في زمن (كوكبة) و عولمة كل شيئ  لا شيئ !

الم تساهم هذه الماسي الخربة في تدوير النخبة ، في تهجير ، في نفي ، في اعتقال ، و حتى في اغتيال كوادرها و اطرها و كفاءاتها ،حيث افرغتها من اهم مكونها البشري و انسنة الانسان !؟

الجميع مسؤول عن شقاوتنا و اناتنا الثقافية ، اذ لا يمكن فصل الظاهرة الادبية الفنية الفكرية عن الظاهرة الاجتماعية ، الوجودية اكثر مما هو موجود.

غير ان اللوم يقع بشكل مباشر على النخبة المثقفة التي تحملت خلاص المجتمع ، انقاذ المجتمع ، و تعليم و تثقيف مختلف الشرائح الشعبية. نخبة جبانة ، اختارت الصمت قبل راي الشجعان. اختارت في يوم ما الهرولة وراء المكاسب و المناصب ، و الكراسي الفارغة ، وراء المعالم و الغنائم. جاعلة من (الجوائز) الهة للنجاح العصر الحديث ، تقدم له القرابين الكثير من ماء الوجه و الانحطاط من القيمة البشرية . تلك النخبة للمثخنة. بحجم الماسي التي اصابتها ، المريضة بساديتها ، بنرجسيتها  ، بعقدها ، التي جعلت من نفسها القضاء و القدر بالمعنى الحرفي الخرافي الاغريقي للكلمة ، و انعزلت عن الدوائر الشعبية و المرافعة عنه فنيا ادبيا فكريا ، فاعتلت و تعالت و علت تتجاهل بصلف حاجات الجماهير ، و تتباهى بان ادابها و افكارها لا تفهمه العوام ، انصاف المتعلمين و اشباه المثقفين ، و حدهم(السادة) العلية ، النخبة المثقفة المحدودة التي تفهم ما تنتج ، و الكراسي الفارغة. هي التي تفتح الابواب على مصراعيها امام السخافات التي تنتجها صناعة التسلية . فبقدر ما تنعزل النخبة (....)  عن المجتمع بقدر ما يصب على الجمهور من التفاهة و سقط المتاع . ان الوحشية الجديدة التي اعلنتها و ظهرت بانتجاتها .

نخبة ثقافية مريضة حتما اوصلتنا الى هذه الحالة في حاجة الى معالجات اونثربولوجية ، سيكولوجية ، اكلينيكية ، تعيدنا وفق تغذية راجعة الى مدخلات المشروع الوطني الثقافي الشامل الاعم المؤجل .

ان ادبا او فنا او ثقافة او فكرا لا يفهمه الا الاكادميين ، الا النخبة ، الا المهندسين ، الا الاطباء ، الا الاساتذة الجامعيين ، الا كبار القادة و كبار الساسة هو عالم يشعر فيه الناس بالغربة .


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *