جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أبو المعالي الظاهريكتاب التطريزمكتبة

التطريز على مُثلَّثة ابن دُريد ..02

 

التطريز على مُثلَّثة ابن دُريد ..02

أبو المعالي الظاهري

 


قال ابن دريد رحمه الله :

ما طابَ فَرْعٌ لا يَطِيبُ أصْلُهُ

حَمَىٰ مُؤاخاةَ اللَّئيمِ فِعْلُهُ

وكُلُّ مَنْ آخىٰ لئيمًا مِثْلُهُ

التعليق :

* المفردات :

- الفرع والأصل : المراد بالفرع هنا وبالأصل ما عُرف في الأنساب ، فالفرعُ هو الأبناء وإن نزلوا والأصل الآباء وإن عَلوا .

- طاب : يطيب طيبةََ ، والمرادُ زكَا ولذَّ وحَسُن .

- حمى :الشيء يحمي حماية ، ومعناه منَعَ ، فيقالُ حمى الشر منه أي منعه ، ويقال حمى المريضَ أي منع عنه الأذى والضرر ، ومن هذا المعنى أخذ معنى الحِمى [ ألا وإن لكل مَلِك حمى ] أي ما يمنعُ الناسَ عنه من الأرض والمال .. وقالَ الشاعر : أرى الملكَ العقيمَ حمى حِماهُ ... بأروعَ يحسمُ الدَّاءَ العقاما

* المعنى :

* يقولُ الشاعر أنَّ الفرعَ تابعُ للأصل ، وأنَّ الأبناءَ تبعُ للآباء ، وأنَّ النسبَ والحسبَ لهما الأثر البالغ في أخلاق الناس ومعادنهم ، فمن كانَ ذا أصلِِ شريفِِ فإن الفرعَ المتفرع عنه يكونُ مثله شريفا والوضيعُ يخرج الوضيع ، ولهذا كانت الأنسابُ والأحساب لها مكانة عظيمة عند العرب في الجاهلية والإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .. والمعدن صفته الصلابة والبقاء ، فمنها الذهب ومنها الفضة ومنها القضّة والحديد الذي لا قيمة له ..ولهذا يتخيرُ الناسُ في طلبِ النكاح ذوات النسب والحسبِ لأنّ المعدن النفيس يبقى الفرعُ فيه على أصله الذي هو الكريمُ الشريف ، وكذلك يتخيرُ الناس في الصحبةِ أصحابَ الأصول الحسيبة الكريمة التي ترعى ذِممَ الآباء وتعرف عهود الأقدمين وتميزُ مراتبَ الأخيار والأشرار على السواء ..

* وشواهدُ الأيام وتجارب ذوي التجارب تخُبر أن الأصلَ له تأثيرٌ بالغ على الفرع ، فما يخيبُ فرعُ إذا كانَ أصله شريفا كريما ، وما يطيبُ فرعُ كانَ أصله وضيعا ذميما ، فإنّ العرقَ دسّاس وإن كانَ الخبرُ فيه لم يصح إسنادا إلا أن معناه قد صحَّ تجربةََ عيانا وإشهادا .. لهذا حذر الشاعر من مواخاة اللئيم الذي هو ضد الكريم ، وسبب ذلك هو فعله إذ اللئيم لا يصدر عنه إلا اللؤم ..

* ولما كانت أخلاقُ الكرام تهدي أمثالها ، وأخلاق الكرام تُعدي مساويها وأهوالَها ، كانَ الذي يواخي اللئيم ويصاحبه إما أن يكونَ لئيما مثله جمع اللؤم بينهما لأنهما رضيعا لبانه ولأن الأرواحَ جنودٌ مجنّدة ، وإمّا أن يصيرَ لئيما مثله بطولِ الصحبة المفضية إلى عدوى اللؤم كما تعدي سائرَ الأمراض ، على حدّ قول الشاعر قديما :

فلا تصحب أخا جهلِِ وإياك وإيّاهُ

فكم من جاهل أردى حليما حين آخاهُ

يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشاهُ

وللشيء على الشيء مقاييس وأشباهُ

يٌتبع ..

أبو المعالي الظاهري


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *