نظريات كرة القدم و المجتمع
العقيد بن دحو
لا أحد ينكر ان رياضة كرة القدم رياضة جماهيرية،
وكل محاولات فصلها عن المجتمع باءت بالفشل ؛ كان يعاقب اللاعب 23 و يفصل عن
مدرجاته ! .
صحيح هي ربما بدأت شعبية او شعبوية بالشارع، لكنها
سرعان ما تقننت و تسطرت و استرجع وعيها الجمعي و الفردي الفكري و الثقافي و صارت
حضارة.
بمعنى سرعان ما احتضنتها النوادي و المؤسسات
الحكومية والمستقلة، بل كبريات الجامعات و المعاهد ، وفعلا صار ينطبق عليها الشعار
: العقل السليم في الجسم السليم.
حديثنا ليس كرة القدم وحالتها السوسيولوجية و كذا
الاونثربولوجية ، انما بعض النظريات التي صارت تميز باقي الدوائر و المؤسسات
الإجتماعية الاخرى.....
وعلى سبيل المثال : الشوط الاول على اللاعبين و
الشوط الثاني على المدرب .
ايضا المؤسسات الاجتماعية و الإقتصادية متوقفة عن
العمال كمدخلات و متفاعلات اما كمخرجات و أثر
رجعي على المدير.اما اليوم الشوطين معا متوقفين عن المدير او المانجير او
رئيس المؤسسة او قائد المشروع.
هو من يعود اليه :
التخطيط...التنظيم...المراقبة...المتابعة... االمعالجة
....التقييم...التقويم....اتخاذ القرار .
فلم يعد المدير نمطيا تقليديا بالمعنى القديم
للكلمة، بل صار مدربا ( كوتش) !.
واذا كان المدرب الناجح كان لا عبا ناجح من قبل ،،
يميز هذا باقي القطاعات الاخرى الإجتماعية الإقتصادية السياسية الثقافية .
ولما لا نستفيد من كل نظريات الكرة كما استفدنا من
قطاع الصحة في (المعالجات) كالمعالجة البيداغوجية....و المعالجة الإقتصادية. ..و
المعالجة الأمنية و العسكرية....الخ ؟.
واذا كان كل حرفة وصنعة تضيق بذات نفسها ان لم
تلحقها نفائس الوظائف و الحرف...الاخرى !
وكما لم تعد لعبة واحدة تكفي لم تعد اختصاص واحد
يكفي...فالوظائف و الاختصاصات كاللغة تكمل بعضها بعضا.دون ان ننسى فكرة العصف
الذهني اذ نصف عقلك عند اخيك...عندما نعتمد على القدرات الفردية لكن في إطار ها
الجمعي ،، كونها بالاخير رياضة جمعوية حماعية رياضة الروح و النفس معا ، ناهيك عن رياضة البدن.
اذن سواء خطة اللعب بالميدان...او التدريب ...او
حتى قوانين اللعب او الحاكم والحاكم المستحدث (الفار).
اذن تتأثر المؤسسات مع بعضها البعض سياسيا و
ثقافيا و حضاريا.
اذن لعبة كرة القدم لم تعد مجرد لعبة وإنما عميقة
الجذور لها ارتباطات اخرى تؤثر و تتأثر في باقي الكواليس التي تسير بها حياة
الناس.
يبقى ان نقول اذا كان برتولد بريخت العالم الطبيب
الدرامي الالماني قال بتحطيم الجدار الرابع للمسرح ، على ملعب كرة القدم ان يحطم
السياج الفاصل بين اللاعبين. الجمهور
،،وجعل الفكرة تنتقل وتتحول وتعمل على تغيير العالم ،، ولا نكتفي بالتكفير. التطهير الارسطي .
اذن الروح الرياضية في حدود انتشار التسامح لا يجب
ان تتوقف في ميدان و ملاعب كرة القدم ، بل يجب أن تنتقل إلى الدوائر الأخرى لتكتمل
حلقة النجاح الشامل ، اذ النجاح جوهر لا يتجزا، والنجاح بجر النجاح او كما تقول
الحكمة الإقتصادية العالمية اذ راس المال في الإنسان؛ والاستثمار فيه هو الذي يجب
أن يكون ..فما ميدان كرة القدم الانموذجا مصغرا
لباقي حياتنا فالخطة..وإبداع و الهجوم و أحسن الدفاع هو الهجوم كلها من
واقعنا اليومي ووسطنا المعاش ، وما على المدرب و القائد و المناجير المبدع الخلاق
إلا أن يلتقطا على الورق لفظا و لحظا و إشارة وفكرة و فعلا و صناعة....الخ
اذ ما صار يميز كرة كرة لقدم يميز باقي قطاعاتنا
المادية و المعنوية المختلفة .