محمود نوحو إبراهيم
مدخل إلى
" قصيدة
الوقت"
إبراهيم
الجرادي.
كماهي وكما
وضع لها الجرادي النقاط تأكيداً على
متابعة الطرح.... من النصوص الأخيرة لإبراهيم الجرادي هي وقصيدة (هلك شالوا) لم
تجدا عناية أفكر في أعادة نشرهمامرات
======================
مدخل إلى
" قصيدة
الوقت"
إبراهيم
الجرادي.
....
والشعراءُ المرابونَ والنائمونَ على قيظهمْ
والنساءُ الجميلاتُ في آخر العمرْ
والنساءُ العذارى
وذاكَ الفتى المُسْتَطيرُ يهيلُ تراباً على
أهلِهِ
والأصدقاءُ الملمّون بالجرحِ
والأصدقاءُ الحيارى
والصبايا اللواتي تيمّمنَ فيهِ/
النساءُ الحزيناتُ مِثل الفراتِ
يُرَطّبنَ أضلاعنا بالنديِّ الذي دافئاً
يتدلّى كنهدٍ جسورٍ.
والفتى المُدْلهمُ بأوصافِهِ
واللصوصُ الصغارُ/ الكبارُ الميامينُ
أهلُ القيامةِ والسادرونَ
وبعضُ الذينَ أتوا قبل موعدهم للسقوطْ.
وتلكَ المفازةُ في القلبِ
والقيظُ
والتأتآتُ الرديِّةُ في الوطنِ المُسْتَريب
وصوتُ القطا والردى
والنحيبُ الذي يُشبهُ الحشرجات
و المنصّةُ فارغةٌ والمصلى هنا
والمصلّونَ في جامع الحاكمينْ.
وتلكَ الخَريدةُ في القلبِ/ تلكَ المَكيدةُ.
كلُّ هذا وذاكَ هنا في القصيدةْ ؟
سأمشي حزيناً إلى آخر الأهلِ مُتّهماً
بالحنينْ.
سأمشي
ويتبعني قاتلي .
ساعديني،
إذن، ياقرى. كي أموتَ كما أشتهي .
ساعديني،
إذنْ، يامنازل .
ساعديني،
إذنْ، ياسهوبْ
ساعديني فقد
أحرقَ القائمونَ عليَّ حقولَ العدسْ .
وغطّى رحيلي
بأغنيةِ الهجرِ شعبي.
وكنتُ صعدتُ
إلى سِدرةِ اللهِ
كي أستدلَّ
الطريقَ إلى عَدْلِهِ.
إن قلبي
الصغيرَ الذي مِثْلَ آنيةٍ كسرتهُ الظنون.
أكانَ عصيّاً
على الدمعِ
شعبي اليتيمُ
الذي أطعمتهُ المجازرُ أوصافها ؟
وليس سواها
يدلُّ عليه
وليس سوى
الموت يأتي إليه.
فتبّاً لقلبٍ
مضى حيثُ لايذهب الأسوياءْ .
وتبّاً لأرضي
التي تستفيضُ على نفسها بالجثث .
وتبّاً لمنْ
باحَ، سرّاً، بأسرارِنا للعدو.
وتبّاً لأهلي
وتباً لأنقاضهم.
وتبّاً لمن
أتعبَ، الآنَ، من جاءَ بَعْدهْ! *
وتبّاً لمن
سلّمت ثديها للغريب.
وتبّاً لتلكَ
التي هتفت من أقاصي مفاتنها: ياولد! .
وتبّاً لذاكَ
السرير الذي صرَّ كالقافيةْ .
وتبّاً لمنْ
لم تقلْ في المساء الكئيبِ: تعالْ!
وتبّاً لتلكَ
الرياحِ التي أثقلتْ سُفُناً،
وتلكَ
الكلابُ التي نَبَحتْ في الرحيل الأخير على الشاردين.
وتبّاً
لشِعْري الذي أكل اليأسُ أطرافَهُ.
وتبّاً لأعمى
يقود إلى النار أعمى. **
وكلَّ الذي
كان قبلَ الأوانِ
بعينين ما
أبصرا غير ما يُبصرُ العُميُ في الطينِ.. تّباً.
وتبّاً لهذا
وذاك!
*[ يذكر أن
عمر بن الخطّاب قال : ( رحم الله أبا بكر أتعب من جاء بعده).
كنايةً عن
صعوبة المهمّة، عندما يسبقك إليها من أتقنها، أو كاد يفعل] !!
**من أقوال
السيد المسيح: أعمى يقود اعمى، كلاهما يقعان في حفرة.