اقرأ ايضاً

جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك ما

 

جدلية خوصصة الثقافة

العقيد بن دحو

329799855_568207991892128_6311393389237493559_n

تبدو فكرة خصخصة الثقافة او احالة الثقافة إلى الخاص ، و الاستثمار او إلى التجارة و الاقتصاد غير اخلاقي.

او ما هي المقايضة و المبادلة و النفسية الروحية التي تجنيها الثقافة؟

كمن يرمي خطاه الأولى بهوة هاوية سحيقة لا اول و لا آخر لها ، و سواء يدري او لا يدري....!

فمنذ القدم ؛ و منذ ان اسندت الثقافة و استقلت عن الفلسفة ، اعتمدت  وصارت قطاعا تابعا للدولة ماديا و معنويا و بشربا ومرفقا عاما؛ تعتمد على الدولة ، بل تقتصر الدولة على مخرجاتها و على اثره الرجعي.

ولأن الثقافة في مجرى التاريخ ، و لاسيما ابان الحرب العالمية الثانية.يوم صارت الثقافة في قلب المعركة مادة و بشرا.

يبدو اليوم اي تقارب بين الثقافة و الاقتصاد وكذا التجارة تقاربا غير اخلاقيا .

من المتفق عليه اننا لا نعرف الادب و الفن و الثقافة وصفي بواسطة اي مقياس ، فالمقياس الوحيد ، ما يسمى بالقابلية اللاتكسبية .

يسمى كل ثقافة و أدب وفن كل مطالعة او مقروئية او مشاهدة ، مقروءة مسموعة مرئية غير نفعية لا يرجى منها عائد مادي. اي انها تشبع حاجات حضارية بشقيها المادي و المعنوي.

وإذا ما حاولنا ان نجد تاريخا افتراضي يربط الثقافة بالأمورالإقتصادية او الشان التجاري او بالاستغفار، يعود إلى القرن الثامن عشر. و يعزى إلى ممتلكات " الاثاث" بالمملكة البريطانية  في معنى البيع بالمزاد العلني. بمعنى الهتك ، الفظ لسر الخلق و الإبداع. على مستوى مجهول في ساحة عامة. وتمة ، عنف بالتراضي وهرطقة شرعية ، و صدمة للرهافة العامة او للذوق العام ، يهيمن عليها اختبارات مالية مادية . فعملية الاتجار لأي اثر فني ادبي ثقافي فكري مسلوخ او منزوع من عمق الذات انتزاعا ، عملية ، فيها الكثير من التعاهر او " بيع الجسد " !. او كما يقول ( بلوت).

غير ان ليبرالية القيم تبدو غير مستجابة ؛ نستصاغة؛ ثقيلة على الاصغرين : القلب و اللسان إلى حد الساعة. رغم العولمة و الثورة السيبرالية التي تشهدها المعمورة و يعيشها العالم.

لا يمكن استثناء قطاع الثقافة ، إلا أن هذا بالظاهر ، و بالاستهلاك الشعبوي الاعلامي الحرفي للكلمة ، اما ماهو باطني و مستتر غير ذلك تماما. فالكتابة ما يبقى بعد ان نخسر كل شيئ ، و بعيدا عن فلسفة الثقافة كسلاح ، فمن العاقل الذي يبيع سلاحه ، بعد ان باع جسده قي مجال حيوي و حق تاريخي مباح لهيمنة الاخر الأقوى و الاكبر .

او : "من أعطى سلاحه بيده مات به "! كما يقول المثل الشعبي.

بل ؛ لابد أن نجد المعادل الأخلاقي الاجتماعي التجاري الاقتصادي من يحاول ايجاد استثمار معين في قطاع يطرح عدة اشكالات و تاويلات اجتماعية فنية ، ابداعية ، نفسية ، اقتصادية ، تجارية ، تقنية.

التجارة الممكن ، أين لا يكون المال هو رأس المال ، و انما الإنسان رأس المال غير الجبان اولا و انسنة الانسان ثانيا. الاستثمار في الانسان حيث يذوب الاستغلال التجاري و الاقتصادي في الاستغلال الفني و التقني و الابداعي ، و العمل على خلق ثروة المعلومة عوضا عن ثروة المادة الليبرالية المتوحشة.

اذ مثل انسان يحاول أن يتاجرون بالثقافة ؛ تماما كمثل البطل الاغريقي في الأسطورة الاغريقية ( ميداس) ، من عوقب " بالذهب" ، كل من لمسه يتحول إلى ذهب ، حتى ان نسي ؛ و لمس جسده فتحولت سائر اعضاءه إلى ذهب مما صار يتضرع إلى الالهة من هذا التحول الذهبي.

ميداس الذي تحول جسده كليا إلى تمثال ذهب ، إلى منحوثة كفيل ان تدخل الثقافة إلى متحف. المتحف الذي يغدو فيه الصليب ان يصير نحتا از كما قال ( مالرو).

وحتى عبثا ان حاول علم الاجتماع سوسيولوجية الأدب من ( روبيرا اسكاربيت) إلى( بن خلدون) إلى( ذور كايم) ان يجدوا توليفة تحفظ ماء وجه الجميع الاقتصاد ، التجارة ، الاستثمار الا وقعوا في نفس الأشكال الاخلاقي الأول.

لابد ان نكون متفهمين إلى حجم المسمار الذي يشق لحاء القطعةالخشبية ، بدورها لا بد أن نكون متفهمين لحجم المطرقة التي تطرق راس المسمار.فماذا تقول الثقافة وقتئذ؟

إذا ما دق ناقوس معبدها وجرس بابها الاقتصاد او التجارة و صارت تقاوم على ما تبقى.... !؟

لا ننسى ان المستعمر الفرنسي المستدمر الفرنسي دخل عبر بوابة سيدي فريج 1830 تحت شعار ( الثقافة) !.

Sauf les francais qui parlent .

او كما قال العالم اللغوي الفرنسي (بوهور).

وبين هذا وذاك لعل عميد الأدب العربي د. طه حسين وجد المعادل الشاف الذي ينصف الفريقين المفكرين( الثقافة و الاستثمار / التجارة) إلى حد ما.

Taha Hossein dans un soci'ete' .

قدم البحث او الراي في المؤثمر الدولي للفنانين و الدفاع عن الثقافة البندقية سنة 1952 ، و نشرت في :

L'artiste dans un socie' contenpiraine U.N.E.S.C.O 1954.

أعطى د. طه حسين المسألة معناها المادي الصحيح الحقيقي بقوله : توجد هنا صفقة غير شريفة بين الثقافة و التجارة و حتى الاقتصاد ، اي بين رجل الثقافة ورجل المال والأعمال.  فنصير الثقافة يعطي ذهبا و فضة ينفقها رجل الثقافة كلما حصل عليها. اما رجل الثقافة و الأدب و الفن فيعطي فنه و ادبه و فكره الذين  لا يمكن ان يصرف باي حال من الأحوال.

اذن تبدو محاولة تخصيص قطاع الثقافة او فتح مرافقها او قيمها او اثارها على ( السوق) تبدو كمن يسعى إلى بيع قطعة من كيانه ، من  ،  وجدانه ، من روح روحه.

شيئ ثقيل عن السمع ، تشعر بالتقزز و سقط المتاع ، و ساعة ما يشرع المرقي يرقي القيم صعدا نحو الاسفل بشكل ( سيزيفي) و قتئذ ستشعر الإنسانية باكبر خسارة لبريقها البشري ، و ماكان يراهن عليه بعد ان يتعلم كل شيئ ؛ و بعد ان يخسر كل شيئ !.

لا أرى إلا أن تظل الثقافة خط أحمر ملك للدولة كونها سلاح ذو حدين ، و لا نريد أخطاء اخرى متلك التي ارتكبت و اضاعت العديد من المراكز الثقافية البلدية و العديد من الدور الثقافية التي تحولت آلى أغراض خاصة بعيدة عن الفكر و الأدب و الفن و بعيدة حتى عن التاريخ.

وصدق المثل الشعبي الجزائري القائل ؛ " الباب اللي تجيك منه الريح سدو و استريح " !.


***********************


***********************

الوسوم:

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *