صلاح جاد سلام
ابن منظور
من أحاديث النفس :
من مصنّف لى بعنوان [[ من أهرامات مصر العظام ]] أقتطف للقاريء الكريم ما
يأتى :
ابن منظور ( ت فى شعبان 711 هـ =
1311 م ) :
هو جمال الدين أبو الفضل محمد بن
مكرم بن علي بن أحمد ابن منظور الأنصاري الرويفعي الأفريقي المصري ،،
يعود نسبه إلى الصحابي رويفع بن
ثابت الأنصاري رضى الله عنه ،،
هو الإمام القاضي العلامة الأديب الشاعر اللغوي الفقيه الحجة المؤرخ ،،
صاحب المعجم الموسوعى القيّم الشافى [ لسان العرب ] ،،
،
ولد ابن منظور فى عام ( 630
هـ =
1232 م ) ،،
واختلفت الأقاويل حول مكان ولادته ، ما بين قفصة بتونس ، وطرابلس بليبيا ،
ومصر ،،
وفى هذا الصدد يقول العلامة اللغوى المؤرخ المحقق الدكتور إحسان عباس فى
مقال له نشر فى مجلة" الهلال"، ما رس 1992 م :
" وقد ثار في السنوات الأخيرة جدل حول منتمى ابن منظور، أملته النظرة
الِإقليمية، أهو إفريقي أم مصري ؟
ولو تأملت هذا الكلام من جميع هؤلاء الدارسين لتملكك العجب، ودهشت لهذا
الذي يجري في الدراسات والتحقيقات، من استنامة إلى السهولة والتساهل ،
مع أن الادفوي يقول في ( البدر
السافر ) : محمد بن مكرم الِإفريقي المحتِد القاهري المولد ،،
وهذا ابن سعيد يروي نقلاً عن المكرم نفسه والد محمد، أنه ــ أي المكرم -
ولد بالقاهرة ،،
فإذا كان الأب نفسه ولد بالقاهرة ، فبأي حق يفتش الدارسون عن عبقرية
إفريقية (تونسية) ولدى ابن منظور؟ ".
،
و عمل ابن منظور في ديوان الانشاء بالقاهرة ،،
ثم ولي القضاء في طرابلس الغرب ، ثم عاد الى مصر ، وتوفي فيها ،،
له مصنّفات وتواليف متعددة متنوعة ، غلب عليه فيها عمل اختصارات لكثير من
الكتب السابقة عليه ،،
وفي هذا يقول ابن حجر: " وكان مغرى باختصار كتب الأدب المطولة... وكان
لا يملّ من ذلك "،،
وقال الصفدى: " ولا أعرف في كتب الأدب شيئًا إلا وقد اختصره " .
،
ومن مصنّفاته وتواليفه المتعددة المتنوعة :
[ مختصر تاريخ دمشق ( لابن عساكر )
في ثلاثين مجلدا، و [ مختار الأغاني
الكبير ] ، ويقع في اثني عشر جزءً ، وقد رتبه على الحروف مختصرًا ، و [ مختصر زهر
الآداب ( للحصري ) ] ، و [ مختصر يتيمة
الدهر ( للثعالبي ) ] ، و [ تهذيب الخواص من درة الغواص ( للحريري ) ] ، و[
لطائف الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ] ، اختصر به ذخيرة ابن بسام ، و [ مختصر
تاريخ بغداد ( للسمعاني ) ] ، و [ مختصر كتاب الحيوان ( للجاحظ ) ] ، و [ مختصر
أخبار المذاكرة ونشوار المحاضرة ( للتنوخي
) ] ،
واختصر كتاب [ صفوة الصفوة ] ، و [
مفردات ابن البيطار ] ،
واختصر [ فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب (للتيفاشي ) ] ،
اختصره في عشر مجلدات وسماه [ سرور النفس ] ،
وله [ نثار الأزهار في الليل
والنهار ] في الأدب ، و[ أخبار أبى نواس ]
،
وجمع بين صحاح الجوهري وبين المحكم
لابن سيده وبين الأزهري في سبع وعشرين مجلدة.
ولابن منظور أيضا شعر رقيق ،،
قال الصفدي: " وأخبرني ولده القاضي قطب الدين ، أنه ترك بخطه خمسمائة
مجلدة ،،
قال: ولم يزل يكتب إلى أن أضر وعمي في آخر عمره رحمه الله تعالى " .
،
وأما عن معجمه [ لسان العرب ] ،،
فقد أسسه على خمسة معاجم سابقة عليه ،،، هي :
[ تهذيب اللغة ] لأبي منصور الأزهري ، محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي ( ت 370 هـ ) ،
و [ المحكم والمحيط الأعظم ] لابن
سيده ، أبى الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي ( ت 458 هـ ) ،
و [ تاج اللغة وصحاح العربية ] للجوهري ، أبى نصر إسماعيل بن حماد الجوهري
الفارابي ( ت 393 هـ ) ،
و [ حاشية الصحاح ] لابن بَرِّي ،
أبي محمد عبد الله بن أبي الوحش بَرِّي بن عبد الجبار المقدسي ( ت 582 هـ ) ، وتسمى : [ التنبيه والِإيضاح عما وقع في
الصَّحاح ] ،
و [ النهاية في غريب الحديث والأثر
] لمجد الدين ابن الأثير الجزري ، أبى
السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ( ت 606
هـ ) ،،
،
ورتب ابن منظور معجمه [ لسان العرب ] على نظام الأبواب والفصول ،
وفيه يعالج كل باب حرفًا من حروف الهجاء، وفقًا لآخر جذر الكلمة.
ثم يورد في كل باب فصلاً لكل حرف ،
وفقًا لأوائل جذور الكلمات.
وبلغ عدد المواد اللغوية التي ضمنها ثمانين ألف مادة ،،
،
و استشهد ابن منظور في [ لسان العرب ]
بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر،
وبلغ الشعر الذي استشهد به قرابة اثنين وثلاثين ألف بيت، موزعة بين عصور
الرواية الشعرية من جاهلي ومخضرم وإسلامي وأموي وعباسي، وذلك بالإضافة إلى روايته
لآلاف من الآراء .
قال الزركلي في وصف معجم [ لسان العرب ]
: " إن مؤلفه جَمَعَ فِيهِ أمات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعا
" .
،
والتساؤل الذى يقفز إلى الفكر والعقل بداهة :
أين نحن من مثل مثل مثل ذلك الإمام القاضي العلامة الأديب الشاعر اللغوي
الفقيه الحجة المؤرخ ؟؟؟؟؟؟
متى قرأ ،، ومتى كتب ، وألّف وصنّف ،، وأجاد وأفاد ؟؟؟؟؟
وإذن ،،،،،،،،،
فهو بيقين لا نقص فيه ، ولا مزيد عليه ، من مفاخر مصر الغالية ،،،
بل [[ من أهرامات مصر العظام ]] ،،
رحمة الله عليه ،،
وسلام عليه فى الخالدين .
فتأمل .
صلاح جاد سلام