اقرأ ايضاً

ويرقص صهيون فرحًا

فنون - أغسطس 18 2023

شكرًا جزيلاً

فنون - أغسطس 04 2023

هل بدات فرنسا تخسر مجالها الحيوي و حقوقها التاريخية في افريقيا

فنون - أغسطس 04 2023
جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك ما هو

 

حامد حبيب

مقارنة بين شوقى وحافظ  ٢"

                -----------------------------

             

.com/img/a/


     شوقى يعترف :

" كنتُ شاعرَ الأمير قبل أن أكون أمير الشُّعراء"

   --------------------------------------------------

    أجرَت جريدة "الأهرام" لقاءًا صحفياً مع(شوقى)

فى  عدد ةالجمعة ( ٢٩ أبريل١٩٢٧م) _ يوم تتويجه

لإمارة الشعر _ قام به أشهر محرّرى الأهرام(محمود

أبو الفتوح) ..وفى اللقاء اعترف شوقى ب" أنّه كان

فى مستهلّ حياته "شاعرَ الأمير" ، وأنّ أول ماقرضه

من شعر كان مديحاً فى الخديو( توفيق) ، الأمرالذى

لفت نظر" ولىّ النعَم" حتى كان يسأل عنّى دائماً إلى

أن تفضّل وعيّننى بالسراى".

* لقد أتت إمارةُ الشعر منقادة لشوقى ، ليس لإبداعه

وحده، وإنما كنتاج لقصائده الطوال فى حب الوطن،

وقربه   من   الخديو    توفيق   وعباس   ثم   جملة المؤسسات  الثقافية  التى  احتضنته  ،  وكان  أهمها جريدة  " الأهرام" ،  والتى  جاء  بعددها  الصادر فى

(٩ مايو ١٩٢٦م) على لسان كاتب المقال " أن الأهرام

صاحبةُ الفضل فى إضفاء اللقب  على شوقى أفندى

قبل  نحو  ربع  قرن  ،  وأنها   سعت  طوال  الوقت لترويجه ، فأقرّه الشعراءُ ذاتهم ومن ورائهم الجمهور

* اقترن (حافظ) فى سماء الشعر بنجم أمير الشعراء

ولكنه لم يلقَ إنصافاً فى زمانه ، وهو المنافس العتيد

لشوقى ...فمن  المعروف  أن  كلا الشاعرين قد أحيا

الشعر  العربى  وردّ  إليه  بعض  نشاطه  ،  وكان  كلا الرجُليَن  يعرف قدرَ نفسه وقدر أخيه .

* امتلك ( حافظ) الملكة الفكاهية ، فكتب (شوقى)

قصص الأطفال والمسرحيات الشعرية ، وكان  أول

من كتبها.

* تمتّع حافظ بالحِس  الشعبى ، وتغنّى عبد الوهاب

بأغانى شوقى التى يكتبها بالعامية.

* لم يُجِد شوقى إلقاء شعره، بينما لم يكن هناك أبرع

من  حافظ  فى  إلقاء الشعر ، حتى  أصبحت  أشعار

شوقى _ لعجزه عن إلقائها_ مادة خصبة لهواة الإلقاء

مثل الفنان ( عبد الوارث عسر) وحتى الآن.

* وُلِد حافظ على متن سفينة فى النيل ، بينما عاش

شوقى على ضفافه، فى منزل تحوَّل متحف يحتوى

يحتوى أوراقه وتمثاله.

* عمل حافظ كثيراً من أجل مصر ، بينما مصر تُكرّم

شوقى  بكل  أنواع  التكريم  على  اختلاف  العصور.

* لقد  بلغ  اليأس من حافظ حدّ  الاستسلام لشوقى

جهراً ، معترفاً له بالإمارة، حتى  أصبح  يوم  مبايعة

شوقى  ، هو   المتحدث  باسم  شعراء  العرب  وهو يخطو  وتجاه  شوقى  حيث  يجلس فى مقصورته

مردّداً بين يديه قصيدة " المبايعة" التى يقول فى مستهلّها :

بلابل وادى النيل بالشرق اسجعى

بشعر   أمير   الدولتين    ورجّعى

.....إلى أن وصل للبيت المدوّى :

أميرَ   القوافى   قد   أتيتُ   مبايعاً

وهذى وفودُ الشرقِ قد بايعت معى

* فلم  يكن  حافظ ذلك الثرى السخىّ كثير العطاء ، بل  إن شوقى  هو  الذى كانت له أيادٍ بيضاء كثيرة على حافظ،إذ كان شوقى يصِلُه  ويعطف عليه فى

ضوائقه  المالية  ،  وأنه  سعى _ بعد رفض الأهرام تعيينه  محرراً  لديها _  وخاطب  القصر فى شأنه، فجعل القصر له راتباً يُصرَف له حتى نهاية حياته ،

لذلك  لان لسانُ حافظ مع القصر  ومع شوقى نفسه،

واعترف له بإمارته . وقد درج حافظ -نتيجة ماسبق

- على  سياسة  اللين وكسب ودّ شوقى ، حتى لاتكاد

تخلو  مدائحه  ولاتعازيه السلطانية  أو الملكية تخلو

من إشادة بشوقى ، ليأمن غدر شوقى ويضمن رضاه

لأن رضاه من رضا القصر ، ولعلّه أراد_أيضاً_أن يؤكد

للناس  والتاريخ  أنّ إمارة شوقى سندها هذا القصر.

ورغم   دوام  ذكر  حافظ  لشوقى  فى شعره ، إلا أن شوقى  لم  يذكر  حافظاً  فى  شعره  إلا مرّةً واحدة عندما رثاه فى عام ١٩٣٢م.

* كان  حافظ  يملأ  المجالس بهجةً ويستأثر بأسماع

الحاضرين بنُكته اللاذعة وبديهته الحاضرة وحديثه

الحلو ،  على  حين  كان شوقى خامل المجلس، كأنه

عيّى (عاجز)اللسان.

* ولخّص المقارنة بينهما (طه حسين) فى مقدّمة

كتابه" حافظ وشوقى" حيث يقول:" وصل شوقى فى شيخوخته  إلى ماوصل إليه حافظ فى شبابه

لأنّ  شوقى سكت  حين كان حافظ ينطق ، ونطق حين اضطُّرً حافظ إلى الصمت ..."

* وفى نفس الكتاب ل(طه حسين)..يروى أنه كان

عائداً مع الاستاذ /أحمد لطفى السيد ، بعد  حضور اجتماع  لتخليد  ذكرى  حافظ  قبل  موت  شوقى، فيقول : " وكنا  نتحدث  فى أمر الشاعرَين  ، فقال لطفى بك عن حافظ : " فمازال  يجدّ ويكدح حتى

أرغم الشعر على أن يُذعن له وأصبح شاعراً، وكنتُ

شديدَ  الإعجاب  بشعر  شوقى، أقرؤه فى لذّةٍ تكادُ تُشبه الفتنة وأُثنى عليه كلما لقيتُه ، فما زال شوقى

بكسل  ويُقصّر  فى  تعهُّد  شعرِه   حتى ساء  ظنّى بشعره الأخير ".

** لقد كان لقاءُ  شوقى المحظوظ  بحافظ  البائس

الفقير لقاء القمة مع  القاع ، ورغم الاعتراف الكامل

بالعبقريتين ، فإنّ شوقى  ظلّ فى  القمة  ، وحافظ

فى القاع ، ورغم أسلوب حياتهما المتناقض ، الأول:

فى  ترَف  ، والثانى : فى  بؤسٍ  مستمر ، ومع ذلك استمرّت صداقتهما وأثمرت كنوزاً من الشعر.

* فى الختام...لقدة أدّى  كلاهما  دوراً  عظيماً  للشعر العربى _ برغم ماذكرناه_ وأنّ ماذُكِر كان من التاريخ

الأدبى  الذى  ربّما  يجهله  البعض  ،  ولكشف   بعض الحقائق التى لرُبّما تفيد فى التحليل النقدى ، فهناك

جوانب هامة ينبغى على الناقد الاستناد إليها .

*  أما  بخصوص  ماذكرنا  فى  المنشور  السابق عن تعالى  وارستقراطية  شوقى ، وموقفه  من الشاعر

(محمود أبو الوفا) ، فإنّه مامِن إنسانٍ يتمتّع  بمزايا

الكمال ، فمن الشعراء مَن كان نرجسياً ،  ومنهم  من

كان بخيلاً ، ومنهم من كانت علاقاته ثريّة بالمجموع

من الأدباء  والشعراء  والنقاد  فضمن  لنفسه التأييد

والتصفيق والإعجاب ، ومنهم من  يبغض  مَن ينطق

بالحق نقداً تجاه أعماله ، ومنهم من يتعالى ، ومنهم..

تلك طبيعتنا البشرية ، كم من مثالب، وكم من نقصان

يعترينا ، لكن يبقى  الفيصل  فى ذلك جودة  الإبداع

ذاته ، ولجمهور  القُرّاء  المتذوّق الرأى الأخير ، برغم

كل شئ ، فقد سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم

شعراً  لِمَن لم يسلم وأشاد به ، وقُبح وجه رسّام رسم

صورةً  جميلة ، لا يمنع  من  الإشادة بما رسمه ، نحن

نشترى صوراً  بديعة ، لأنها  أعجبتنا ، ولانبحث  عن أخلاق  مبدعيها ، ولا عن أشكالهم .

* رحم  الله  شوقى وحافظ  ، كم أسعدانا ،  وأضافا

إلى الشعر العربى مالا يُمكن إنكاره.

_________________

حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *