جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

الناس لا تراهن على باطل او على فراغ

 

الناس لا تراهن على باطل او على فراغ

العقيد بن دحو

يروى ان شخصا عاديا اشترى حصانا ، و طيلة الايام التي اشتراه فيه ، لم يهدأ الحصان ، يركض ، يرفس.  يكاد يطير... و لم يستقر على وضع ، يكاد يجر صاحبه كلما شد رصنه ، و اقترب منه.

وفي يوم من الايام اقترب من الحصان فارسا ، حذقا في بعضهما مطولا ، تفرصا ملامحهما، و ابان كل واحد  يتعرف على صاحبه وكانها معرفة قديمة. ثم قال لصاحب الحصان : اتسمح لي بشوط على حصانك ؟ وساعة ما اقترب منه الفارس حتى استقر و كانه صار في حالة اخرى.  اطمان ، وانطلق الفارس به كالسهم حتى تجاوز  الانظار.... ، ثم ما هي الا دقائق حتى لاح لناظره كالبرق الخاطف وهو قريب .

ترجل الفارس من على صهوة الحصان ثم قال لصاحب الحصان بلهجة شعبية فيها الكثير من الحكم و العبر : " الخيل تعرف ركابها ما هوش اللي جابها "  !.

هذه القصة الشعبية تنطبق على ان الناس معادن ، تعرف بالسليقة بعضها بعضا ؛ بل بسذاجة البداية تعرف على من تراهن من فرسانها.

على الفرسان الخلاقين للثروة ، للابداع ، للخلق، للجمال ، للفن.

قد يخطئ الفرد ، لكن عين الجماعة لا يمكن لها أن تخطئ..وكما الفرد في  حاجة إلى جماعة الجماعة احيانا تحتاج إلى الفرد ، الفرد الناجح ، الطموح.

فليست وحدها المدرسة من تعد الرجال  - ولد تعلمه اليوم رجلا تنقذه غدا -  و لا المذاهب الأدبية الفنية و الفكرية و الثقافية ، ولا المطالعات لامهات الكتب، و لا الحفظ غيبا. إنما الاخلاق اولا.

انما الامم الأخلاق ما بقيت *** فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا  . او كما قال الشاعر.

ثانيا : المجتمع هم من يصنعون الشخص الفرد الحر ، البطل ، الكفء ، النزيه ، المخلص لوطنه.

راي الجماعة لا تشقى البلاد بهم *** رغم الخلافة وراي الفرد يشقيها. او كما قال الشاعر.

فالمجتمع او كما نسميه ( الجمهور) هم من يدفعون بالمبدع قدما إلى الأمام....، إلى النجومية ، إلى القمة ، إلى العلا . تراهم يذكرونه في كل ناد و في كل مكرمة ، الغائب الحاضر ، و اذا ما حضر يوسعون له بالمجلس، و يشيرون اليه بالبنان.

ورغم احيانا انه لا يعرف هذا الجمهور ، إلا أن علماء الاجتماع يشيرون إلى انه من الاحسن على هذا المبدع الفنان المفكر المثقف لا يعرف بأن وراءه جمهورا ما.... ، حتى لا يغتر ، و حتى لا تعود هذه المعرفة عليه ، عكسية ، ارتدادية مشكلة و معيقة لتقدمه الخلاق.

يقول الباحث السوسيولوجي في علم الأدب: " انا اعرف جمهوري لذا انا اكتب ".

ان الناس او الجمهور لم تعد تراهن على باطل او على فراغ ، انما تعرف حصانها الأصيل من الحصان الدخيل ، تعرف الحصان البربري من الحصان الخرافي ، السنطور ، جسد حصان وراس انسان.

بمعنى ان الناس تعرف فارسها الفارس من الكومبارس.

فالناس معادن ، منه الذهب ، و منه الفضة، و منه النحاس، و منه الحديد...ومنه الخشب...ومنه البلاستيك !.

كم هو محظوظ هذا المبدع الخلاق من احتضنه الناس. فهم بالنسبة اليه الزاد المعين و الطاقة الميسرة المسيرة التي تحمله على الاكتاف دون أن ترفعه، و بالتالي إذا ما وفقه الله ووصل ايضا الجمهور و الناس تصل معه ، و بكون اثرهم واضحا في سلوكه العام و الخاص.

اذن لم يعد الجمهور سلبيا متفرجا على الاحداث ، وإنما صار صانعا للاحداث و للاشخاص ، و صانعا لبيئته الفوقية البشرية المبدعة.

الناس لا تراهن على الفراغ ، إذا ما وجدت العين البصيرة و الحواس السليمة و البيئة الحاضنة التي تهز الخلق من ديباجته.

الخيل الأصيلة العربية و الفارس الأصيل للجمهور الأصيل، للمجتمع أصيل لدولة أصيلة.

 اذا ما منحت الناس فرصة معانقة الحرية و المساواة و العدالة لبناء حضارة ديموقراطية راشدة حتما ستؤدي إلى الحكم الصالح.

لقد قيلت الاغريق القدامى :  اذا تعلق الشعب بشيئ صار قانونا.

وصوت الشعب من صوت الاله.

لا تذهبوا بعيدا عن البحث عن كوادركم ومواهبكم ، وعن اطركم اليوم و غدا . فإن أعين الخلائق لا تكذب ابدا و لا تقول السنتهم الا حقا ، حتى ان امسكوا عن الكلام لبعض الوقت.

وعندما الشعب يلتقي بابنه الذي هو يعرفه خير المعرفة بالاسواق  بالساحات العمومية ، بعيدا عن الرسميات  يحتضنه بالاحضان فليدرك الملاحظ ان الشعب ربح الرهان على فارسه وفرصه الأصيل.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *