النقد والتفسير
مصطفى حامد جاد الكريم
يمكن أن نعتبر النقد الحالي السائد
والذي يسمى عادة قراءة نقدية
انه نقد تفسيري
فهو يحاول تفسير ما يريد النص أن يقوله
والتفسير يشمل
ماذا يريد النص أن يقول
وكيف قاله
أى المضمون والشكل
والنص الادبي لا يقول ما يريده مباشرة
والا أصبح مقالة
والمقالة لا تحتاج إلى تفسير
لانها مباشرة
اما العمل الادبي فيقول ما يريده بطريقة غير مباشرة
ولذلك يحتاج إلى تفسير
لكن التعبير غير المباشر مراوغ
كتعبير الاحلام
ولذلك قد يختلف تفسير ناقد عن تفسير ناقد آخر
وكالأحلام هناك دور للاوعي في صياغة ذلك التعبير
والهدف من ذلك التعبير غير المباشر المجازي هو هدف تكيفي
لكن لماذا يلجأ الاديب إلى التعبير غير المباشر
ربما لعجزه عن التعبير المباشر
بسبب موانع ذاتية وجماعية
فهو يخشى كشف خبيئة نفسه
ويخشى مواجهة مبادئ الجماعة
وهذه الخشية غالبا غير واعية
وهي قريبة من اسباب التعبير الملتوي في الأحلام
وقد يكون فهم القارئ او الناقد لذلك التعبير غير المباشر
فهمًا به قدر من الذاتية لتحقيق التكيف للقارئ أو الناقد
وفي النهاية يستمتع الجميع بتلك الممارسات التكيفية
كما يستمتع الناقد ب"اكتشافاته"
ويستمتع الاديب بالاهتمام بعمله
ويظل العمل الادبي لغزا
رغم كل هذه التفسيرات
لغز على القارئ والناقد
وعلى المؤلف نفسه
وهذا سر جاذبيته