اقرأ ايضاً

ويرقص صهيون فرحًا

فنون - أغسطس 18 2023

شكرًا جزيلاً

فنون - أغسطس 04 2023

هل بدات فرنسا تخسر مجالها الحيوي و حقوقها التاريخية في افريقيا

فنون - أغسطس 04 2023
جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك ما ه

 

طقسي في فن الكتاية

العقيد بن دحو

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%AF%D8%AD%D9%88

لا اقول اني افكر ، ولا بما تفكر ؟  انما القول الصحيح :  اني اكون موضعا للتفكير.

تعتبر الكتابة من ارقى انواع الفنون ، و بالمقابل  من اصعبها ، كونها متعلقة بذات المبدع السيكولوجية السوسيولوجية الانثربولوجية.

رغم اتها اا توفر لصاحبها رغد العيش او الثراء الفاحش كما عي قي بعض الفنون الاخرى ، انما تنزل بصاحبها موضع الحسد ، و يمون معرضا لا نواع المخاطر و كافة المحاذير.

لذا بالغالب ما يطلب الاولياء عالميا من المدرسة ان يكونوا ابناءهم مبدعين في هذه الدروب الوعرة على خطورتها. ذاك ان الكتابة استشرافية في طبيعنها ، نكتب من ذاكرة المستقبل حتى ان كانت احداثها اليوم او تاريخية.

الاولياء احسن العارفين بمستقبل ابناءهم ، و اكن لت يطلبون هذا في شكل مباشر.

فهو الوسيلة و الغاية. الكاتب و القارئ و الناقد و المبدع معا في ان واحد.

فالكتابة الجادة الواعية الوازنة ( حالة) وجدانية شعورية فردانية بقدر ما يهم المجتمع.

فانا عندما اؤدي واجباتي الدينية فجرا و صبحا ، اعيد ثانية الوضوء ،  و اتجه الى صلاة اخرى ،... من نوع اخر..... اين تكون صلتي بيني و بين عالم الكتابة الساحر  الاسر ، اين تاخذني السكينة و ادخل في غياهب عوالم متداخلة و دوائر اين تتعطل كافة حواسي ، و انفصل كلية عن هذا العالم. و عن سكانه و ساكنته و ادخل في حوار من نوع اخر مع جمهور اخر لبعض الوقت و لن اعود الى عالمي الطبيعي الا بعد ان نضع نقطة نهاية. تمة فقط نشرع قي مراجعة ما كتبت ، و تصحيح ما يمكن تصحيحه لغويا ومطبعيا. واشعر بان ما كتبت يحقق نوعا ما مما يطلق عليه ( بالعدالة الشعرية). اين الكتابة لا تحقق الغرض الميكانوغرافي الحرفي للكلمة ، و لا ترتيب الحروف و الكلمات ، و لا المعاني تزين الكلمات ، و لا كلماتها زائنات المعاني.

وانما اشعر ان كتاباتي تحقق الهدف الاسمى النبيل الذي كان في البدء ، الانساني و انسنة الانسان اولا.

اشعر كتاباتي ، سواء

 كانت مقالة او شعرا او قصة او مسرحية او رواية تحاور قلب القارئ اولا ، و جدانه ، وشائج عواطفه قبل عقله.

ولان الكاتب عموما يكتب ما خسر عبر الزمان و المكان ، كون طبيعة الكتابة تدل على الخسارة اكثر منها على الكسب ، فالكاتب "الغرامشي" العضوي في مجتمعه ادرى بما خسر هذا المجتمع. و بالتالي كتاباتي انا ادرى بشعابها قبل اي شخص اخر. سواء كان قارئا عاديا او قارئا متخصصا او ناقدا او رقيبا ما يتابعني باستمرار ، او من الذي ينتظر هفوة من هفواتي ، و زلة من زلاتي ، و عترة من عترات لساني ليؤجج علي الدنيا و لن يقعدها......!

اعلم ان طقس الكتابة سلاح ذو حدين ، و من اخطر انواع الفنون ، فهي سريعة التوجه و التوهج كالشعلة ، فاحيانا اريد بها حوارا غير مباشر مع مسؤول ما (...) فكل نوجهاتي ، و كل كلماتي ، و كل جملي القصيرة و الطويلة و اسلوبي ، و كل تركيزي العقلي و النقلي تكون موجهة صوب هذا الشخص.

كون تراسل الحواس و تداعي الخواطر و ما يسمى بالصدق الفني يكون السبيل الضامن للوصول بشكل جيد و كاف من المرسل الى المرسل اليه.

الكتابة طقس روحي كالصلاة ، بل هي الصلاة   ، الايمان بوحدة الخالق قي هذا الخلق الحسن البديع. و حتى ان كانت الكتابة علمانية لا دين لها ، عندما تحقق تلك المصائر المشتركة ، و تلك التوازنات الكونية بين الانسان و اخيه الانسان تصبح دينا من لا دين له.

 الكتابة سحر صوفي مقترن بالصلاة كما تقول ( سوزا)

او كما قالت (جولدن شتاين) : انا لا اصلي كما تصلي المخلوقات انا اصلي على البيانو.

او كما قال النستشرق روجيه غارودي جميع الفنون في الاسلام تقود الى المسجد و المسجد يقود الى الصلاة.

و سواء كانت ( الكتابة) شعرا بالكلمات او رسما بالالوان او نحثا بالحجوم ؛ نسبة و تناسب او وفق الانطباعات المعاشة او وقائع الشعور فالصلاة واحدة.

اين ادرت وجهك تمة وجه الله .

 كما ان الابداع يسمى ( لعبة الله) فاين الهروب من الله يا علماني الفن و الادب و الثقافة...!؟

اذا كان الفن اجمالا عن الاغريق قام على انقاض معبد الاله ( ابولو) اله العربدة و الشعر.

عندما افرغ من عبادتي ، و من صلاتيي ، صلاة رب العباد و صلاتي في الكتابة ، اقوم الى صلاة اخرى اجتماعية. نتجول في المدينة بالاسواق ، اسلم على الناس و الناس تسلم علي ، احاور الناس و الناس تحاورني. انتهز الفرصة كيما القي القبض على اللحظات  المسحورة. حتى اذا ما عدت  بيتي الى وقت متاخر ، جعلتها و حولتها  لحظا و لفظا و اشارة تسري في ادمغة الناس اسئلة تنتظر اجوبة و اجوبة تنتطر من يطرح السؤال مجددا . نجاحي الاكبر حين التقي بهؤلاء الذين يشبهونني كثيرا بالاسواق ،بالمحلات ، بالشوارع ، بالمرافق العامة ، بالمناسبات الدينية و الدتيوية ،  الافراح و الاقراح . يسالونني عن معنى هذه الكلمة... ، و عن تلك الجملة... او ذاك المقال!.

ساعة كم تكون فرحتي كبيرة عندما ادرك ان مجهوداتي في البحث لم نذهب سدى ، و ان ما كتبت متجليا في محيا الناس. اصبحت واحدا منهم و هم مني ، و ان دمي و عرقي و احتراقي لم يذهب هدر جزافا

كم اشعر بان هذا الجمهور الجميل الرائع هو من كتب و لست انا . انا مجرد قارئ بسيط صنعني هذا العملاق الغالب الاعم الشامل.

اعود الى بيتي محملا بقفف الثعب ، لكنه ثعب راحة ، باكياس الشقاء و التعاسة لكنها بنكهة امل السعادة و الحب و الوفاء .  حينما يهب لك الرحمان الرحيم رحماء من يقف معك في معركتك الكتابية السلاح ذو حدين ، من مختلف الشرائح الاجتماعية ، من العلية و من الطبقة المتوسطة و من الفقراء ، من الطلبة ، من العقلاء و حتى من المجانين. فالكاتب الحق ( كالجوكير) الورقة الرابحة المحتملة ، و الناس لا تراهن على فراغ ، و النجاح يجر النجاج كما تقول الحكمة.

و نجاح كاتب في المجموعة هو نجاج جمهور باكمله ، بل نجاح وطن و  امة ونجاح شعب باكمله.


***********************


***********************

الوسوم:

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *