جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءناديا حمّاد

فاطمة المرنيسي سيدة البحث السوسيولوجي النسوي

 

           د. ناديا حمّاد

سيدة البحث السوسيولوجي النسوي

...................


..................

تحل اليوم/ 30 تشرين ثاني/ الذكرى السادسة لرحيل الباحثة والكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي  ( مواليد   فاس المغرب /1940 ) 

ظلّت صاحبة «ما وراء الحجاب» سيّدة البحث السوسيولوجي النسوي في المغرب بامتياز. وقد  قدّمت كتاباتها صورة عن مغربٍ سوسيولوجيّ خارج من قهر السوسيولوجيا الغربية ونزعتها الكولونياليّة المركزية..

. كانت كتابات المرنيسي زمن السبعينيات والثمانينيات، تُشكّل فتحاً معرفياً داخل السوسيولوجيا المغربيّة، بخاصّة على مستوى الاهتمام بسوسيولوجيا الإسلام في علاقته بالمرأة وفهم واقعها ومآزقها داخل المجتمعٍ الذكوري. من ثمّ، كان البحث السوسيولوجي بالنسبة إليها يتخذ بُعداً تاريخياً...

لم تكتفِ واقعياً بما عرفته المرأة في البوادي والمُدن من عنفٍ وتهميش،

بل ظلّت مُؤلّفاتها ترزح تحت ثقلٍ تاريخي تُنقّب فيه عن مكامن الخطأ داخل الموروث العربي الإسلامي.

كانت   أطروحتها الجامعية حول المرأة والحجاب داخل المُجتمع الإسلامي نقداً مُعلناً لهذا الموروث. .

ومن ثمّ انكبّت  المرنيسي  لسنواتٍ طويلة على تشريح أفق العلاقة بين المرأة وتمثّلاتها داخل الإسلام، انطلاقاً من  الحجاب والحريم  والذكورية والجنس . ولأنّ التفكير السوسيولوجي في ذلك الحين، لم يكُن مُحبّباً من السُلطة ، خاصة بعدما قامت الدولة بإغلاق معهد السوسيولوجيا عام 1970....

بدت عندئذ صورة  فاطمةالمرنيسي  من خلال مؤلّفاتها حول السياسة والدين وعلاقتهما بالجندر كأنّها تسبح عكس التيار السُلطوي التقليدي السائد..

..منذ بداية مشوارها الأكاديمي، تخلّت عن السوسيولوجيا النظرية الغربية،،

فالقارئ  لـ «هل أنتم محصّنون ضد الحريم؟»    و«الجنس كهندسة اجتماعية»،    يندهش من قدرة المرنيسي على تشريح واقع المرأة من منظورٍ مختلف. بدت كأنّها تستبدل علم الاجتماع بالتاريخ، والمنهج الكمّي بالأركيولوجي  (الآثار والفنون القديمة)  في دراسة  الإسلام والمرأة والأيديولوجيا.  وهي مفاهيم ثلاث بقيت تُحرّك أغلب مؤلّفات المرنيسي قديماً وحديثاً.    وإذا كانت صاحبة «نساء على أجنحة الحلم» قد ركّزت في تحليلاتها على السياقات التاريخيّة، فذلك يعود بشكلٍ جوهري إلى خصوصية وصعوبة المجال الذي تُساجل فيه... ذلك أنّ التفكير في الإسلام وتمثّلاته للعديد من الإشكالات المرتبطة بالمرأة العربيّة، أمرٌ يستدعي حصافة نقدية وترسانة مفاهيمية قوية وسياحة فسيحة في التاريخ الإسلامي خلال أزمنته المختلفة والمُتبدّلة.

لذا، فالمُتابع لنتاج المرنيسي الفكري، يكتشف، لا محالة، العمق التاريخي الذي تميّزت به كتاباتها.

فاطمة المرنيسي (سواء اتفقنا معها أو اختلفنا  ) كانت تسافر في التاريخ لا لتبسط لنا وقائعه وأحداثه، بل لدراسته وتشريحه على ضوء المناهج الحديثة......

...................

           د. ناديا حمّاد

سوريا


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *