اقرأ ايضاً

ويرقص صهيون فرحًا

فنون - أغسطس 18 2023

شكرًا جزيلاً

فنون - أغسطس 04 2023

هل بدات فرنسا تخسر مجالها الحيوي و حقوقها التاريخية في افريقيا

فنون - أغسطس 04 2023
جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك ما هو

 

المسرح المقارن

 العقيد بن دحو

61462602_2167022990013775_6037811664043114496_n

يبدو العنوان أعلاه عجيبا غريبا بعض الشيئ ، ربما ما يدعو للمدهش الهائل المذهل بالمعنى الخرافي الاسطوري الميثولوجي.

حتى ان كنا نعلم شيئا عن الأدب المقارن ؛ فقد غابت عنا أشياء!.

هذا و اذا كان الأدب المقارن هو ذاك علم الانتقال من بلد إلى بلد آخر...؛ و من لغة الى لغة اخرى....؛ و من بيئة إلى بيئة اخرى....ومن عرق إلى عرق آخر...؛ و من شكل مثير إلى شكل مثير آخر.

فهو فن مهني يبحث في علاقات التشابه و القرابة و التاثير .

ولأن المسرح عموما هو فن ادبي ، يمتاز بما يمتاز به الأدب عموما من خصائص و تاويلات و تفسيرات.

فان معظم الدارسين و المتتبعين لحركات المسرحية كالدراما ببعديها التراجيدي و الماساة ، من خلال جل النصوص من الكلاسيكية الاخلاقية التقليدية منها ، إلى الرومانسية و الرومانسية الجديدة  ، إلى الطبيعية و الواقعية ، إلى التعبيرية ، إلى الوجودية ، إلى السيريالية ، إلى الصوفية ، إلى الاتجاهات الحديثة العالمية...يجد ان جل النصوص  تقارب شيئا فشيئا....لحظا و لفظا و اشارة  إلى أن يتشابه عليك الحدث ، و وحدة النغم و كذا الأسلوب، مع الفارق في الزمان و عظمة الشخصية و اللغة ؛ و أخيرا طرق الإخراج، و التفسيرات الحديثة و كذا التاويلات التي أعطيت للنصوص الكلاسيكية و غيرها.

يقول النقاد ان الدراما الاغريقية شيدت و بنيت بالتراكم و الاضافات لعدة شعراء تواصلوا على النص الواحد عبر العصور حتى وصلنا بالشكل الذي هو عليه اليوم. لذا يشكك النقاد في الملحمتين الشعريتين الاغريقيتين " الاليادة " و " الاوديسا " ان يكون ( هوميروس) بمفرده هو من ابدعهما و خلقهما، بل عدة شعراء سبقوه تداولةا على النصين اضلفة و تقييما و تقويما. لذا جاءتا بهذه الروعة الخالدة.

القارئ و الدارس  "لالكترا " للشاعر صوفوكل او هي ثلاثية اسخيلوس ، حين أعطيت لها تفسيرات حديثة ، و انتقلت من اليونان بلد الاغريق إلى فرنسا ، و من المذهب او المدرسة الكلاسيكية إلى المدهب او المدرسة الوجودية ، و من الكاتب الاغريقي صوفوكل او اسخيلوس او صوفوكليس الى جون بول سارتر، و من القرن الخامس قبل الميلاد إلى عام 1943، كما انتقلت من عظمة اللغة و نبل شخصيات ؛ القضاء و القدر ؛ الابطال ؛ انصاف الالهة ؛ او الآلهة بالمرة إلى شخصيات عادية يسقط عليهم ما يسقط على البشر جميعا؛ مصيره يقع بين ايديهم و ليست الخرافة او الاسطورة من تقرر. حتى ان كانت : " الخرافة ميراث الفنون " او كما قال ( نيكولاس فريده)   

الدارسون ايضا يرون "هاملت" للكاتب الانجليزي وليام تشكسبير ، يجدها تتشابه في جل منها فمسرحية الوطنية الخالدة للكاتب الفرنسي " فرانسوا كوبيه" ترجمة مصطفى لطفي المنفلوطي عن " سبيل التاج" فرغم الفارق الكبير في الزمكان و الحدث و المذهب و المدرسة نجد المسرح المقارن فيها عظيما.

فالاسرتين نبيلتين  يحكمها الانتقام الممزوج بالحب و الغضب، احداث المسرحيتين تقع بالقصر ، و الخيانة ايضا عائلية ؛ و غدر ؛ و طعن في الظهر!.

فبقدر ما يحاول أن يكتشف هاملت خيانة والدته مع عشيقها واتفاقهما على قتل والده ، نجد هذا التشابه في سبيل التاج أين قسطنطين الفتى البلقاني يكتشف خيانة والده مع الدولة العثمانية و مع زوجته ؛ امه الخائن بازليد!.

قد نجد هذا التقارب ايضا في نص " دم شاعر " / Le sang d'un poe'te . للشاعر كوكتو ؛ يمكن أن يفسر من خلال " فيلوكتيت" الاغريقي ، المحارب المجروح الذي يحمل القوس في يده. فيلوكتيت يروي أسطورة العبقري الغامضة ، العبقري الذي هو قوة و ضعف ، قدرة و عجز ايضا.

واذا ما حاولنا ان نعمل هذه المقاربات نجد ايضا التشابه بين الابطال من " هيمون" ، إلى " قسطنطين " ، إلى " هاملت " ، إلى بطل دم شاعر.... جميعهم يتشابهون في موقف واحد و كان كاتبها واحد ؛ و كان نصهم الدرامي واحد ، و كان مذهبهم و مدرستها الفنية واحدة ، و كانهم خلقوا لكل عصر و لكل زمان. كون انشغالات و قضايا الإنسان النفسية و الاجتماعية الإقتصادية السياسية في مجرى الزمن و التاريخ واحدة.

من الصعب اليوم على جماعة فنية ان تجسد و تترجم و تفسر نصا دراميا على الركح دون أن يكون مطلعا على مختلف التاثيرات و اوجه الاختلاف و التشابه مع سائر الاوجه الدرامية التي درسها او اطلع عليها. و لا فهمه قاصر و بالتالي يصعب تبليغ رسالته إلى الجمهور الذي لم يعد يملك الا نصف عقله و نصف ذكائه و الباقي اصبعه على لوح هاتفه النقال ينتظر بقلق متى يلج إلى منصات شبكات التواصل الاجتماعي ، تماما كمن يضع اصبعه على زناد مسدس كاتم الصوت و من مسافة صفر تحت أقل الأسباب يضغط على الزناد، و يخسر المسرح جمهوره أكثر مما خسره في الماضي و الحاضر و المستقبل لا يبشر بالخير لا بأدب و بأدب مقارن؛ ناهيك عن مسرح مقارن غير معد اصلا ليتجسد على خشبة المسرح ، انما من باب الفضول و البحث عن جدوى الثقافة في عصر سمي عصر القارئ ؛ لكن لا أحد يريد أن يقرا !.


***********************


***********************

الوسوم:

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *