جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
مبدأ الخاتمية                            
Si Naceur Abdelhamid

لا يمكن أن نختلف كجهة متبنية للإسلام، حول كون هذا الأخير، نظام متكامل و شامل أنزله الله تعالى على البشر ليسوسهم إلى بر الأمان، كما أنه نظام متميز في تسيير و تطوير الحياة البشرية فردية كانت أو جماعية. هذه القاعدة المنطقية في مجالنا ألاعتقادي، يبررها كون الرسالة المحمدية أخر الديانات السماوية و خاتمتها، مما يعني إستفائها جميع الشروط التي يقتضيها مبدأ الخاتمية، أو ما يمكن أن نعبر عنه،بقدرة النص القرآني على استيعاب متطلبات الحياة الإنسانية في كل أطوارها التاريخية، مما يستلزم منطقيا قدرته على احتواء الحلول المناسبة لجميع ما تطرحه الحياة الإنسانية من مشكلات، بشكل يتماشى و تطورها التاريخي مع قدرته، في نفس الوقت، على الحفاظ على التوازن الإنساني في جميع مناحي حياته البيولوجية و الاجتماعية، لتكون الشهادة على الناس أمرا مبررا عقلا و شرعا. 
و قد تكون الحكمة من ذلك، أي كونه أخر الدينات السماوية و خاتمها، هو بلوغ هذه الأخيرة أي البشرية، مرحلة النضج العقلي الكافي و الممكن من إدراك تعاليم الخطاب الإلهي و الاسترشاد به من أجل بلوغ أسمى مراتب الرقي النفسي و الاجتماعي، فتتابع النبوات و الرسالات السماوية على فترات متقطعة من تاريخ البشرية و بالشكل الذي ارتضاه الله تعالى لرسالاته، يحي بمراعاة الوحي لدرجة تطور العقل البشري و تماشيه مع قدرته في استيعاب الخطاب الإلهي بشكله المتدرج، ليكتمل نضجه الفعلي مع بلوغ الرسالة المحمدية تمامها، حيث أصبح بإمكانه استيعاب منطق الخطاب الإلهي من خلال تراكمات منجزات تجربته التاريخية.
و قد يشكل ما أنجزه العقل البشري من إنجازات و اكتشافات في كثير من الميادين العلمية، خلال القرون الأخيرة من تطور البشرية، دليلا قويا على صدق هذه الفرضية، حيث أضحت الكثير من حقائق العلم و مكتشفاته، دلائل علمية و العقلية على صدقية الخطاب الإلهي .
و لعلى ما حققته الحضارة العربية الإسلامية و هي بنت الخطاب الإلهي، من فصل بين الخرافة و العلم و تطويرها لمناهج العلمية في كثير من فنونه، كما هو شئن علم الكيمياء مثلا ، ساهم بشكل قوي و فعال في تطور و تقدم البشرية، و المتجسد في ما أنجزته الحضارة الغربية من اكتشافات علمية و منجزات تكنولوجية خاصة، بشكل لم تشهده البشرية من قبل. مما ساهم في تطوير تفسير الخطاب الإلهي خاصة في المجالات العلمية كالفلك و الطب ...، حيث شجع ذلك الكثير من العلماء المسلمين على تبني فكرة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة، محاولين بذلك التوفيق بين الخطاب الإلهي و منجزات العقل البشري من حقائق علمية، أصبحت اليوم دلائل قوية على صدق معجزة القرآن الكريم.
هذه العلاقة المنطقية بين الخاتمية و العقل، نعتقد أنها تشكل جوهر مفهوم شمولية الإسلام، إذ أن الحديث عنها لا يمكن أن يستقيم دون تحديد العلاقة بين هذه الثنائية، باعتباره هذا الأخير أي العقل، الملكة البشرية الوحيدة التي تحقيق و تمكن من موائمة الخطاب الإلهي مع الاجتماع البشري من أجل تحقيق مقاصد هذا الخطاب في ضل خاتمية النبوة. 
و لما كان تنظيم شؤون الناس مقصد من مقاصد الخطاب الإلهي و حاجة من حاجات الاجتماع البشري، كانت قدرة العقل على إدراك هذه الخطاب في جانبه الاجتماعي، أمرا ممكن و ضرورة ملحة، ليستوي المقصد بالحاجة و بالتالي تتحقق ما يسميه الإسلام نفسه بخلافة الأرض.

***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *