جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

حامد حبيب

الفارابى

                        


   
..........

   إنَّ فضلَ أُمّة الإسلامِ على العالمِ أجمع فضلٌ كبير ،

ويكفيهم بعد  نشر نور الإسلام فضلُ نشرِ  العلمِ  فى

أرجائِه ، ولولاه عليهم لَبقىَ يغطُّ فى ظلامٍ حالك إلى

الابد، اعترف  بذلك   من  اعترف   وانكر   مَن  انكر ، لكنها الحقيقةُ التى لاشكَّ فيها.

لقد جعل الإسلامُ العلمَ فى أولياتِ اهتمامه ، ويكفى

إن أوّل الآيات التى نزلت من السماءِ إلى الارض"اقرا

وتكرار  الآيات  عن  العلم  ومكانة  العلماء ،  وتوجيه  خطابه   سبحانه   وتعالى   لاولى   العلم   فى   آياتٍ  كثيرة  ،   والأحاديث   النبوية   الكثيرة   التي  حثّت  على  العلم  وفضل  العلماء  : "العلم  فريضةٌ على كل مسلم ومسلمة".

..و"العلماءُ ورثةُ الانبياء"..لأنَّ الإسلامَ راى  فى  العلم

النور الحقيقى الذى به تنزاح الظُّلم ،  وتُمحى الجهالة

وحينها تتاهل العقول لاستقبال النور الربّانى.

وعندما كانت الأمة الإسلامية تاخذ بالأسباب وتجهد

فى سبيل نشر هذا النور الربانى فى كل انحاء العالم

قدّست   العلم   وقرّبت   العلماء  ، فكانت   الحضارة الإسلامية   لاترقى  إليها  حضارة  ، حضارة   ترفرف وحدها ، لاتنافسها حضارة  أخرى ،  كل  ذلك  لعقيدةٍ

إيمانية  قوية  والاخذ  باسباب   التقدّم  والحضارة ، والعلم ولاشك كان أول الأسباب.

بل   إنه   ماكان    لحضارة    يونان   وتعريف  العالم بفلاسفتهم  لِيَحدُث ، لولا حركة  الترجمة التى شجّع عليها الخليفة المأمون ، فتبارى المترجمون  والعلماء

فى    قراءة    المُنتج   الفلسفى   اليونانى   وشرحه وتبسيطه ،وكان لعلماء خراسان  وبلاد  ماوراء  النهر

الأسبقية فى هذا الشان.

وكان ( الفارابى) ، وهو :  ابو النصر  محمد بن أولزغ بن  طرخان  الفارسى ، المولود  فى  "فاراب"_ إحدى المدن التركية الواقعة وراء نهر سيحون فى اطراف

بلاد فارس سنة ٢٥٩ه ،  وتوفى  بدمشق  سنة٣٣٩ه.

وكانت ولادته فى  السنة التالية لوفاة  الكندى ، وهو

اول الفلاسفة الذين تتلمذ لهم ابنُ سينا ، وكان معلّماً

عظيماً ادخل مسالة التوفيق بين العقل والوحى فى

حسابه، وكانت من المسائل الحديثة فى الإسلام.

ولُقِّب بالمُعلِّم الثانى،لانه تعمّق فى التفسير والتحليل

حتى  أجمع  الأوّلون  والمتأخّرون على  تفوّقه  على جميع الحكماء والفلاسفة الذين تقدّموه.

وهو  واضع   كتاب " ماوراء الطبيعة " للمعلم  الأوّل أرسطو.

ولما شبَّ قصد بغداد ، فالتقى بشيخ المنطقيين،لكنه

ثم   رحل   إلى   دمشق   حيث  بلاط   سيف  الدولة الحمداني  الذى  قرّبه  إليه  وفرض له راتباً  شهرياً ،

فأقبل على طلب الحكمة طمعاً فى إرواءظماُ داخلى،

فقد  كان  ميالاً   للنظر  فى  كل  العلوم .  وقد  قدّم

" علم اللسان " وفروعه  عن  كل  علم  ،  لانه  يعصم الالسن والأذهان من الزّلل ، وكان  ينظر  لعلم المنطق

على انه رئيس العلوم.

كان   يقضى   معظم   أوقاته  فى  مطالعة  مصنفات الأقدمين   ،  خاصة    ارسطو    وأفلاطون    وشرح مولّفاتهما، وقد  وُجد  كتاب "النفس" لأرسطو  وعليه  مكتوب بخط الفارابى:" قرأتُ هذا الكتاب  مائةَ مرّة"

وكان   يقول   : قرات   "السماع الطبيعى"    لأرسطو الحكيم  اربعين  مرة  ، وأرى  انى أحتاجُ إلى معاودة قراءته.

وكان بوسعه إن يدّخرَ ثروة عظيمة مما يُغدقه عليه

سيف الدولة ،  ولكنه  كان  يكتفى  لاربعة دراهم فى اليوم ، وكان يفضّل العزلة ومناجاة الحق  زاهداً  فى الظهور  بالقصور  ومظاهر  الترف  ومخالطة الحكام، وكان اسلوبه دقيق  مُركَّز  ليس  فيه تكرار ولاترادف

ويعطى أغزر المعانى فى جُمَل مختصرة.

اما  عن   فلسفته ، فقد  اخذ  عن  غيره ، لكنه  وضع فلسفته فى الإطار الذى يتلاءم وظروف  البيئة التى

عاش   فيها  ، فقد   اخذ    عن   ارسطو   وأفلاطون وأفلوطين ، لكنه  خرج ذلك  وصبغه بصيغة إسلامية واضحة، وهو يقول عن الفلسفة انها: "أمٌّ رءوم تضم

إلى صدرها جميع انواع المعرفة".

ويقول :  العقول  تتفاوت  فى المعرفة ، إذ يستحيل على  العقل  المفرد  استنباط  كل  العلوم  ، وعلينا ان ناخذ   عن   الأقدمين   فتقبل  مانراه  موافقاً  للحق ونرفض مساعدته ونُحذّر منه".

فكان  الفارابي  صاحبَ  مذهب انتقائى توفيقى،لأنه

اختار بين أئمّة الفكر الإغريقى، وتوفيقى، لانه يوفّق

بين نظريات  الفلاسفة أولاً ، ثم  بين  هذه النظريات

والدين الإسلامي بعد ذلك.

ولقد   جمع   الفارابى  بين  مزيّتين  هما :  الإخلاص للفلسفة والإيمان بالدين، فحاول بذلك التوفيق بين لغة العقل ولغة القلب .

وكان  اهم  مايتميّز به  ثقافته  الواسعة  ونزعته إلى الزهد والتصوّف ، فانصرف  عن  مُتع  الدنيا  من مال

وزوج وولد ، رغم انه شريف النسب.

كما كانت له مؤلفات شهيرة فى الموسيقى.

وقد   ضاع   اكثر   كتبه  التى  ألّفها  فى  الطبيعيات وفروعها    والإلهيات    وعلوم   الدين   والرياضيات والطب والفلك والمنطق وعلم الاجتماع والموسيقى،

وما بقى منها إلا القليل..وقد كان اعظم كتبه، كتاب:

"اغراض كتاب ماوراء الطبيعة" .

وقد صحب  سيف  الدولة  حتى  مات  ، وصلى عليه سيف الدولة بنفرٍ من خاصّته...(رحمه الله).

كانت  هذه   الاجيال  لاتكتفى  بِعلمٍ  واحد  ، بل كان لديهم  ظما  كبير  للعلم فى  كل فروعه فيكتبون فى كل نوع منه ، وكان  لديهم نهمٌ فى القراءة ، والقراءة اساس  المعرفة  ، فهم  الذين   دخلوا  محراب "اقرا"

فكانت  النتائج  مؤلفات  فى  شتى العلوم ، وحضارة علّمت العالم.

_______________

حامد حبيب _مصر

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *